هل ارتد صحابة النبي صلى الله عليه وآله من بعده؟

 

رويت في كتب الشيعة الإمامية بعض الروايات التي تدل بظاهرها على أن أكثر الصحابة ارتدوا بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله إلا أنفار قلائل.

 

منها: ما رواه الشيخ الكشِّي قدس سره في رجاله كما في اختيار معرفة الرجال، ص 5 بسنده عن أبي جعفر الباقر عليه السلام أنه قال: ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان، وأبو ذر، والمقداد. قال الراوي فقلت: عمار؟ قال: كان جاض جيضة، ثم رجع، ثم قال: إن أردتَ الذي لم يشك ولم يدخله شيء فالمقداد، فأما سلمان فإنه عرض في قلبه أن عند أمير المؤمنين عليه السلام اسم الله الأعظم، لو تكلَّم به لأخذتهم الأرض، وهو هكذا، وأما أبو ذر فأمره أمير المؤمنين عليه السلام بالسكوت، ولم يأخذه في الله لومة لائم، فأبى إلا أن يتكلم. (اختيار معرفة الرجال: 5). وجاض: أي عدل عن الحق، وفي بعض النسخ: حاص، أي انهزم.

 

وفي حديث آخر عن أبي جعفر عليه السلام، قال: ارتد الناس إلا ثلاثة نفر: سلمان، وأبو ذر، والمقداد، وأناب الناس بعد، كان أول من أناب أبو ساسان [حصين بن منذر الوقاشي صاحب راية علي عليه السلام]، وعمار، وأبو عروة، وشتيرة، فكانوا سبعة، فلم يعرف حق أمير المؤمنين عليه السلام إلا هؤلاء السبعة. (نفس المصدر: 11).

 

وروى فيه أيضاً بإسناده عنه عن أبيه عن جدِّه عن علي عليه السلام قال: ضاقت الأرض بسبعة، بهم تُرزقون، وبهم تُنصرون، وبهم تُمطرون، منهم: سلمان الفارسي، والمقداد، وأبو ذر، وعمار، وحذيفة، رحمهم الله، وكان علي عليه السلام يقول: وأنا إمامهم، وهم الذين صلوا على فاطمة عليها السلام. (نفس المصدر: 6).

 

وروى الكليني قدس سره في الكافي عن حمران بن أعين قال: قلت لأبي جعفر عليه السلام: جعلت فداك ما أقلَّنا! لو اجتمعنا على شاة ما أفنيناها؟ فقال: ألا أحدثك بأعجب من ذلك؟ المهاجرون والأنصار ذهبوا إلا ـ وأشار بيده ـ ثلاثة. قال حمران: فقلت : جعلت فداك، ما حال عمار؟ قال: رحم الله عماراً أبا اليقظان، بايع وقُتل شهيداً، فقلت في نفسي: ما شيء أفضل من الشهادة. فنظر إلي فقال: لعلك ترى أنه مثل الثلاثة؟ أيهات، أيهات. (الكافي 2/244).

 

وهذه الروايات بعد الغض عن أسانيدها فإنها لا تدل على أن عامة الصحابة ارتدوا عن الدين، ورجعوا إلى الكفر، فإن الارتداد في اللغة هو الرجوع عن الشيء. قال تعالى:  ﴿فَلَمَّا أَن جَاء الْبَشِيرُ أَلْقَاهُ عَلَى وَجْهِهِ فَارْتَدَّ بَصِيرًا قَالَ أَلَمْ أَقُل لَّكُمْ إِنِّي أَعْلَمُ مِنَ اللّهِ مَا لاَ تَعْلَمُونَ﴾ [يوسف: 96]، وقال سبحانه: ﴿قَالَ الَّذِي عِندَهُ عِلْمٌ مِّنَ الْكِتَابِ أَنَا آتِيكَ بِهِ قَبْلَ أَن يَرْتَدَّ إِلَيْكَ طَرْفُكَ﴾ [النمل: 40]، وقال عزَّ من قائل: ﴿مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لاَ يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاء﴾ [إبراهيم: 43].

 

وإذا أُريد بالارتداد الرجوع عن الدين قُيِّد، ولهذا لم يَرِد في كتاب الله بهذا المعنى إلا مقيَّداً. قال سبحانه: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ مَن يَرْتَدَّ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَسَوْفَ يَأْتِي اللّهُ بِقَوْمٍ يُحِبُّهُمْ وَيُحِبُّونَهُ﴾ [المائدة: 54]، وقال: ﴿وَمَن يَرْتَدِدْ مِنكُمْ عَن دِينِهِ فَيَمُتْ وَهُوَ كَافِرٌ فَأُوْلَئِكَ حَبِطَتْ أَعْمَالُهُمْ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ﴾ [البقرة: 217]، وقال: ﴿إِنَّ الَّذِينَ ارْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِهِم مِّن بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمُ الْهُدَى الشَّيْطَانُ سَوَّلَ لَهُمْ وَأَمْلَى لَهُمْ﴾ [محمد: 25]، وقال: ﴿وَلاَ تَرْتَدُّوا عَلَى أَدْبَارِكُمْ فَتَنقَلِبُوا خَاسِرِينَ﴾ [المائدة: 21].

 

ولا يخفى أن الأحاديث السابقة لم يقيَّد فيها الارتداد بأنه عن الدين أو على الأدبار والأعقاب.

 

والمراد بالارتداد فيها هو رجوع الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله عما التزموا به في حياته صلى الله عليه وآله من بيعة علي بن أبي طالب عليه السلام بإمرة المؤمنين، إذ بايعوا غيره.

 

وبهذا المعنى للارتداد فسَّر ابن الأثير وابن منظور هذه اللفظة التي وردت في أحاديث الحوض التي سيأتي ذكرها، حيث قالا:

 

وفي حديث القيامة والحوض: «فيقال: إنهم لم يزالوا مرتدين على أدبارهم القهقرى»: أي متخلِّفين عن بعض الواجبات، ولم يُرِد ردَّة الكفر، ولهذا قيَّده بأعقابهم؛ لأنه لم يرتد أحد من الصحابة بعده، وإنما ارتد قوم من جفاة الأعراب. (النهاية في غريب الحديث 2/214. لسان العرب 3/173).

 

وعليه، فإن المراد بارتداد الناس بعد رسول الله صلى الله عليه وآله في تلك الأحاديث هو رجوعهم عن أهم الواجبات الدينية المنوطة بهم، وهي مبايعة الإمام علي عليه السلام بإمرة المؤمنين وخلافة رسول رب العالمين.

 

والذي يدل على أن ما قلناه هو المراد بالحديث ما رواه الكليني قدس سره في الروضة، عن أبي جعفر عليه السلام، قال: كان الناس أهل ردة بعد النبي صلى الله عليه وآله إلا ثلاثة. فقلت: ومن الثلاثة؟ فقال: المقداد بن الأسود، وأبو ذر الغفاري، وسلمان الفارسي، رحمة الله وبركاته عليهم، ثم عرَف أناسٌ بعدَ يسير. وقال: هؤلاء الذين دارت عليهم الرحا وأبوا أن يبايعوا، حتى جاؤوا بأمير المؤمنين مكرَهاً فبايع، وذلك قوله تعالى: ﴿وَمَا مُحَمَّدٌ إِلاَّ رَسُولٌ قَدْ خَلَتْ مِن قَبْلِهِ الرُّسُلُ أَفَإِن مَّاتَ أَوْ قُتِلَ انقَلَبْتُمْ عَلَى أَعْقَابِكُمْ وَمَن يَنقَلِبْ عَلَىَ عَقِبَيْهِ فَلَن يَضُرَّ اللّهَ شَيْئًا وَسَيَجْزِي اللّهُ الشَّاكِرِينَ﴾. (روضة الكافي: 213-214).

 

فإن هذا الحديث واضح الدلالة على أن هؤلاء الثلاثة المذكورين بايعوا أمير المؤمنين عليه السلام بعد رسول الله صلى الله عليه وآله، ولم يبايعوا غيره، إلى أن بايع مكرَهاً، فبايعوا بعده.

 

ومراده بقوله: «ثم عرَف أناسٌ بعدَ يسير» أن أناساً عرفوا أن أمير المؤمنين عليه السلام هو الأولى بالخلافة بعد وقت يسير.

 

ومما ينبغي التنبيه عليه أن صحاح أهل السنة اشتملت على جملة من الأحاديث الدالة على ردَّة زُمَر وأقوام من صحابة النبي صلى الله عليه وآله بعد وفاته.

 

ومن ذلك ما أخرجه البخاري عن أبي هريرة أنه كان يحدِّث أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال: يرِد عليَّ يوم القيامة رهط من أصحابي، فيُحَلَّؤون [أي يطرَدون ويبعَدون] عن الحوض، فأقول: يا ربِّ أصحابي. فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى. (صحيح البخاري 4/2058).

 

وعن أبي هريرة أيضاً، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال: بينما أنا نائم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلُمَّ. فقلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: وما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدّوا بعدك على أدبارهم القهقرى. ثم إذا زمرة، حتى إذا عرفتهم خرج رجل من بيني وبينهم، فقال: هلُمَّ. قلت: أين؟ قال: إلى النار والله. قلت: ما شأنهم؟ قال: إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى. فلا أراه يخلص منهم إلا مثل همَل النعم. (صحيح البخاري 4/2058).

 

قال ابن منظور: وفي حديث الحوض: «فلا يخلص منهم إلا مثل همل النعم» الهمل: ضوالّ الإبل، واحدها هامل، أي أن الناجي منهم قليل في قلة النعم الضالّة. (لسان العرب 11/710).

 

قلت: الظاهر أن الضمير المجرور في «فلا يخلص منهم» يعود على صحابته صلى الله عليه وآله، ولا يعود على خصوص المرتدين على أدبارهم؛ لأن هؤلاء المرتدين لا يخلص منهم أحد.

 

وعنه صلى الله عليه وسلم أنه قال: يرِد عليَّ الحوض رجال من أصحابي، فيحلّؤون عنه، فأقول: يا ربِّ أصحابي. فيقول: إنك لا علم لك بما أحدثوا بعدك، إنهم ارتدوا على أدبارهم القهقرى. (صحيح البخاري 4/2058).

 

وأخرج مسلم 4/1796 عن عبد الله، قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: أنا فَرَطكم([1]) على الحوض، ولأُنازَعَنَّ أقواماً ثم لأُغلَبَنَّ عليهم([2])، فأقول: يا رب، أصحابي أصحابي. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك.

 

وأخرج البخاري - واللفظ له - ومسلم، عن سهل بن سعد قال: قال رسول الله: إني فرَطكم على الحوض، من مرَّ عليَّ شرب، ومن شرب لم يظمأ أبداً، لَيَرِدنّ عليَّ أقوام أعرفهم ويعرفوني، ثم يحال بيني وبينهم.

 

قال أبو حازم: فسمعني النعمان بن أبي عياش، فقال: هكذا سمعت من سهل؟ فقلت: نعم. فقال: أَشهدُ على أبي سعيد الخدري لسمعته وهو يزيد فيها: فأقول: إنهم مني. فيقال: إنك لا تدري ما أحدثوا بعدك. فأقول: سُحقاً سحقاً لمن غيَّر بعدي. (صحيح البخاري 4/2058. صحيح مسلم 4/1793).

 

وهذه الأحاديث رواها حفَّاظ الحديث من أهل السنة بطرق كثيرة وبألفاظ متقاربة، فهي صحيحة عندهم، لا يشكون في صحتها.

 

والنتيجة أن الأحاديث الشيعية المذكورة لم يرد فيها أن جماعة من أصحاب النبي صلى الله عليه وآله ارتدوا عن دينهم، وإنما رجعوا عما التزموا به من بيعة أمير المؤمنين عليه السلام، بخلاف الأحاديث التي رواها أهل السنة في صحاحهم، فإنها دلَّت على ارتداد «رجال» من الصحابة، أو ارتداد «رهط»، أو «زُمَر» أي جماعات، أو «أقوام» من صحابة رسول الله صلى الله عليه وآله، وأنهم بدَّلوا وأحدثوا في دين الله، فكان مآلهم إلى النار.

فهل يرى القارئ المنصف وجهاً للمقايسة بعد ذلك؟  



[[1 أي سابقكم ومتقدِّمكم.

2]] أي سأجادل عن أقوام رغبة في خلاصهم فلا ينفعهم ذلك.

التعقيبات المنشورة لا تعبر بالضرورة عن رأي الموقع
التعليقات 7
1
ابوعبدالرحمن المصري ( عبدالله المؤمن )
[ مصر- الاسماعيلية ـ ابوصوير المحطة - ابوصوير المحطة ]: 3 / 7 / 2012م - 12:44 م
نعم ارتد الكثير من الصحابة فهم ليسوا جميعا عدول بل كان الكثير منهم منافقون وكان كثير منهم من الطلقاء ومن ابناء الطلقاء فمنهم من ارتدي عباءة التقوي وانقض مستخدما اللؤم والخبث والدهاء وجند اصحاب النفوس المريضة واستولي علي الخلافة من الخليفة الشرعي واصحاب النفوس المريضة انتظروا وفاة المصطفي صلي الله عليه واله واظهروا ما كانوا يبطنون له ولال بيته المطهرين كان منهم ذكورا وإناثا قاتلهم الله اني يؤفكون ظل حقدهم مدفون حتي لقي المصطفي ربه وانذاك طفح الحقد من قلوبهم فقاتلوا الوصي صلى الله عليه وسلم وبارك عليه وعلي المعصومين من ذريته قاتلوه وحرضوا ضده ومن الاناث من قطعت الاف الاميال حقدا وحرصا علي دحر ابن عم المصطفي ووصيه وأخيه ونفسه (اللهم لاتغادر منهم احدا )
2
بنفسج
[ عراق ]: 25 / 7 / 2012م - 5:14 ص
كان الله في عون امير المؤمنين والله ان من يقرأ هذا الموضوع ليجد ان امير المؤمنين هو امير الغرباء وامير الصادقين وامير الصابرين ولو لا صبره لما كنا مؤمنين .فجزاك الله عنا كل خير ياأميرنا الغالي
3
سفيان
[ الجزائر - المدية ]: 20 / 8 / 2012م - 5:20 م
انا كمسلم لايهمني ارتدوا ام لا اعرف انه يوجد اله يسمع ويرى احبه حتى نحن في الجزائر اتباع المذهب الاباظي وعددهم يفوق المليون واكثر يكفرون الصحابة بمن فيهم علي ع
تعليق الإدارة:
عرضنا ما قاله القارئ على سماحة الشيخ فأجاب: نحن في موقعنا هذا لا نقتصر على كتابة ما يهمك، وإنما نكتب عقائد وأحكاما وتحقيقات تاريخية وعقدية، سواء كانت تهمك أم لا، وأما من يكفر أمير المؤمنين علي بن أبي طالب عليه السلام فهو هالك لا شك في ذلك، لأنه تواتر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه كان يحبه، ويبغض من يبغضه، وأنه حرب لمن حاربه، وسلم لمن سالمه، وقد زوجه افضل بناته سيدة نساء العالمين عليها السلام، فمن يعتقد أن زوج سيدة نساء العالمين كافر فهو أضل من حمار أهله. مع أنه تواتر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه وصف الخوارج بأنهم يمرقون من السهم كما يمرق السهم من الرمية، ولو أدركهم النبي (ص) لحاربهم وقتلهم شر قتلة، فأرجو ألا تكون منهم، وأرجو أن تبحث عن حجة تجعلك تتمسك بالمذهب الصحيح قبل يوم الحساب.
4
nadjiba
[ algerie - taref ]: 21 / 8 / 2012م - 2:58 م
إن أراد الله توريث الإسلام لم توفى أبناء سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم
إن على كرم الله وجهه هو برئ من ظاهرة التشيع وهي في الحقيقة صراع سياسي حول الحكم
تعليق الإدارة:
عرضنا هذه التعليقة على سماحة الشيخ فأجاب بقوله: إن الله لم يرد توريث الإسلام، لأن الإسلام ليس متاعا يورث، وإنما أراد الله تعالى حفظ الإسلام بجعله في حوزة تصونه من التحريف والتغيير والتبديل والجهل، ولهذا أمر النبي صلى الله عليه وآله أمته بالتمسك بالكتاب والعترة النبوية الطاهرة في حديث الثقلين المشهور، وهو قوله صلى الله عليه وآله: إني تارك فيكم ما إن تمسكتم به لن تضلوا بعدي، أحدهما أعظم من الآخر: كتاب الله حبل ممدود من السماء إلى الأرض، وعترتي أهل بيتي، ولن يتفرقا حتى يردا علي الحوض، فانظروا كيف تخلفوني فيهما. (سنن الترمذي 5/663. قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب. وصححه الألباني في صحيح سنن الترمذي 3/545، وسلسلته الصحيحة 4/355). وعليه فإن طائفة من الأمة اتبعت قول النبي صل الله عليه وآله فتمسكت بأهل البيت عليهم السلام، وقد اطلق عليهم لفظ: (الشيعة)، لأن الشيعة لغة هم ا لأتباع والأنصار، فزعمك أن التشيع نشأ بسبب صراع سياسي غير صحيح، فإن كل من تشيع إنما تمسك بالسنة الصحيحة، وأما المذاهب التي نشأت بسبب السياسة فهي التي اختلقها الحكام في قبال مذهب أهل البيت الذي أمرنا النبي بالتمسك به.
5
عبدالوهاب
[ السعوديه - جده ]: 25 / 8 / 2012م - 4:23 ص
السلام عليكم
مااوردته من كلام حول ارتداد الصحابه ثم فسرته بعدم مبايعة علي هذا تضيق للنص فالنص اعم من ذالك لايقتصر امر الارتداد علي مبايعة علي الا تري انك تضيق معني النص ثم ان عدم مبايعة علي لا تدل علي مفهوم الارتدداد فلا احد يفهم من كلمة ارتد الصحابه انهم لم يبايعوا عليا هذا فهم بعيد من النص والافهام وكلام رسول الله قريب من الافهام ثم ان الله ترضي عنهم جميعا فقال رضي الله عنهم فكيف يقع بعد تغيير وتبديل المشكله ان ادلتكم نصادم كلام الله في كتابه ولولا هذة المصادمه لكنت شيعيا فانا ابقي مع عموم الايات فهذا انجي لي
تعليق الإدارة:
عرضنا هذه المداخلة على سماحة الشيخ فأجاب بما يلي: أنا أوضحنا معنى الارتداد لغة، وهو الرجوع، ومتى ما أريد بالارتداد الرجوع عن الدين إلى دين آخر فلا بد من تقييده. وبهذا المعنى فسر ابن الأثير الارتداد في أحاديث الحوض كما ذكر ذلك في كتاب النهاية، فراجعه. والله تعالى لم يترض على كل الصحابة، وإنما على بعضهم، والمرتدون لم يرض الله عنهم. ودون إثبات ذلك خرط القتاد.
6
عبدالوهاب
[ السعوديه - جده ]: 25 / 8 / 2012م - 4:28 ص
كيف يقلب بالكراهه الشديده في وط الدبر ويكتفي بهذا الامر الا يصل الامر الي القطع بالتحريم اي عالم هذا الذي يري بالكلااهة الشديده انا في عجب من هذا الدبر مكان يوطء معاذا الله لقد اثبت الاطباء ضرره فاين عفل هذا العالم من القول بالكراهة الشديده هناك امور يجب القطع فيها والدبر ليس مكان الحرث وتامل قوله تعالي نساؤوكم حرث لكم وهو مكان انبات الزرع واي زرع ينبت في الدبر وانا اسالك سوال لو سالت رسول الله عن وط الدبر هل سيقول بالكراهوة الشديده ام بالتحريم
تعليق الإدارة:
عرضنا هذه المداخلة على سماحة الشيخ فأجاب بما يلي: مع أن هذه المداخلة لا ترتبط بالمقال، إلا أنا نقول: إن وطء المرأة في دبرها مسألة فقهية مختلف فيها حتى بين اهل السنة أنفسهم، فلا حاجة للإطالة فيها ومن أراد التوسع فليرجع إلى ردي على عبد الرحمن دمشقية فإني أوضحت ذلك مفصلا.
7
سجاد الشامي
[ العراق - البصرة ]: 1 / 9 / 2012م - 7:29 ص
أخرج المتقي الهندي في كنز العمال (ج12 ص529) عن الضحاك بن مزاحم ، قال : قال أبو بكر الصديق ونظر إلى عصفور : طوبى لك يا عصفور ؟ تأكل من الثمار وتطير في الأشجار ، لا حساب عليك ولا عذاب ، والله ! لوددت أني كبش أهلي ، فإذا كنت أعظم ما كنت وأسمنه يذبحوني فيجعلوني بعضي شواء وبعضي قديدا ، ثم أكلوني ثم ألقوني عذرة في الحش (الحش : الحش ـ بفتح الحاء وضمها ـ : البستان وهو أيضا المخرج ، لأنهم كانوا يقضون حوائجهم في البساتين . المختار 104 . ب) وأني لم أكن خلقت بشرا . وأخرجه ابن أبي شيبة في المصنف (ج8 ص144)
وأخرج ابن عساكر في تاريخ مدينة دمشق (ج30 ص331) عن الضحاك قال : قال أبو بكر الصديق : .. والله لوددت أني كنت شجرة في جنب الطريق مر علي جمل فأخذني فاه فلاكني ثم ازدردني ثم أخرجني بعرا ولم أكن بشرا . وأخرجه المتقي الهندي في كنز العمال (ج12 ص528 حديث رقم 35699) والبيهقي في شعب الإيمان (ج1 ص485) والسيوطي في جامع الأحاديث (ج25 ص15)
وأخرج جلال الدين السيوطي في جامع الأحاديث (ج25 ص268) عن أبي بكر الصديق قال : وددت أني شعرة في جنب عبد مؤمن . وأخرجه المتقي الهندي في كنز العمال (ج12 ص528 ـ 529) .
وأخرج ابن سعد في الطبقات الكبرى (ج3 ص198) عن قتادة قال : بلغني أن أبا بكر قال : وددت أني خضرة تأكلني الدواب . وأخرجه المتقي الهندي في كنز العمال (ج12 ص529 حديث رقم 35702) والسيوطي في تاريخ الخلفاء (ج1 ص41)
وأخرج الدار قطني (علل الدار قطني ج1 ص274 ) سئل الشيخ أبو الحسن علي بن عمر بن أحمد بن مهدي الحافظ ، عن حديث طارق بن شهاب عن أبي بكر طوبى لمن مات في النأنأة (أي في أول الإسلام قبل تحرك الفتن .) . فقال : حدث به إسماعيل بن أبي خالد عن طارق بن شهاب ، كذلك رواه الحافظ عن إسماعيل ، وحدث به بعضهم عن إسماعيل عن قيس عن أبي حازم عن أبي بكر ووهم والصواب طارق بن شهاب حدثنا أحمد بن عبد الله الوكيل قال حدثنا عمر بن شبة يحيى حدثنا إسماعيل حدثني طارق بن شهاب قال : قال أبو بكر طوبى لمن مات في النأنأة يعني جدة الإسلام .
وأخرجه ابن الأثير في النهاية في غريب الحديث (ج5 ص3) قال : في حديث أبي بكر طوبى لمن مات في النأنأة . أي في بدأ الإسلام حين كان ضعيفا ، قبل أن يكثر أنصاره والداخلون فيه . ورواه الجوهري في الصحاح ج1 ص74 وابن منظور في لسان العرب ج1 ص161 .
عجبا عجبا من هذه التمنيات التي لا تستقيم مع الحديث الذي فيه البشارة له بالجنة ، وأنه أحد العشرة المبشرين بالجنة ، فهل يتمنى أهل الجنة أن يكونوا بعرا وشعرا ؟!! .
فقد أخرج أبي داود في سننه (ج2 ص402) قال : قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : أما إنك يا أبا بكر أول من يدخل الجنة . ورواه العظيم آبادي في عون المعبود (ج12 ص265) ورواه الطبراني في المعجم الأوسط (ج3 ص93) ورواه المتقي الهندي في كنز العمال (ج11 ص557) وغيرهم .
فهل يعقل ممن بشره رسول الله صلى الله عليه وآله ـ الذي لا ينطق عن الهوى ـ بالجنة ويتمنى أن يكون عذرة ؟!! . والله تعالى بشر المؤمنين بالجنة والفضل الكبير ، قال تعالى :
وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ بِأَنَّ لَهُم مِّنَ اللَّهِ فَضْلاً كَبِيراً (الأحزاب / 47) . وقال تعالى : التَّائِبُونَ الْعَابِدُونَ الْحَامِدُونَ السَّائِحُونَ الرَّاكِعُونَ السَّاجِدونَ الآمِرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَالنَّاهُونَ عَنِ الْمُنكَرِ وَالْحَافِظُونَ لِحُدُودِ اللّهِ وَبَشِّرِ الْمُؤْمِنِينَ (التوبة / 112) .
فإذا كنت يا أبا بكر من المؤمنين الحامدين والراكعين الساجدين والآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر ، لا تتمنى أن تكون كبشا أو عذرة أو شعرة بل كنت تتمنى أن يتوفاك الله تعالى إليه ليجزيك بالجنة ، قال تعالى :
لِيَجْزِيَ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ أُوْلَئِكَ لَهُم مَّغْفِرَةٌ وَرِزْقٌ كَرِيمٌ ( سبأ / 4 ) . وقال تعالى : لِيَجْزِيَهُمُ اللَّهُ أَحْسَنَ مَا عَمِلُوا وَيَزِيدَهُم مِّن فَضْلِهِ وَاللَّهُ يَرْزُقُ مَن يَشَاءُ بِغَيْرِ حِسَابٍ ( النور / 38 ) .
ولكن كيف لا يتمنى أبا بكر أن يكون عذرة ، وبعرة ، وشعرة ، وقد فعل ما فعل ، والإنسان بنفسه بصيرا ، فقد اعترف ببعض أخطائه فقال ـ في مرضه الذي توفي فيه ـ : .. ثلاث فعلتهن وددت أني لم أفعلهن ، فوددت أني لم أكشف بيت فاطمة وتركته وأن أغلق علي الحرب ، وودت أني يوم سقيفة بني ساعدة كنت قذفت الأمر في عنق أحد الرجلين أبي عبيدة أو عمر فكان أمير المؤمنين وكنت وزيرا(المعجم الكبير للطبراني ج1 ص62 والمتقي الهندي في كنز العمال ج5 ص631 وابن أبي الحديد في شرح نهج البلاغة ج2 ص46 والهيثمي في مجمع الزوائد ج5 ص202 ـ 203 والجوهري في السقيفة وفدك ص43 وص75 والذهبي في ميزان الاعتدال ج3 ص109 ) .. الحديث .
لهذا تمنى أبا بكر الموت في النأنأة وقبل تحرك الفتن ، وهذا اعتراف صريح منه بارتكابه تلك الجرائم وندم عليها يوم لا ينفع الندم . قال تعالى : أَلاَ فِي الْفِتْنَةِ سَقَطُواْ وَإِنَّ جَهَنَّمَ لَمُحِيطَةٌ بِالْكَافِرِينَ (التوبة / 49) .
تعليق الإدارة:
حررت مداخلتك من قبل الإدارة لكونها طويلة جدا.