الطلاسم والاحراز
m. - iraq - 17/06/2012م
س 1: ما حكم قراءة الطلاسم والأحراز المروية عن الإمام المعصوم المذكورة في كتب الأدعية؟

س 2: بعض الناس يرون أن هناك تغيراً في أرزاقهم بعد استعمال الطلاسم والأحراز،
وأكثر من هذا أن هناك بعض الناس عندهم خرز للرزق مجربة، وبعض الخرز حتى ضد الرصاص، ما حكم استعمال هذه الأمور كلها؟ لا سيما أنها مجربة؟

وأخيراً في حالتي فأنا شخص قد تعثر حظه أكثر مما تتصور، ورزقي محدود ودون الكفاف، وأي أمر أقدم عليه يكون مصيره الفشل، عملت بالأحراز التي قرأتها ولم تفد وكأن التوفيق قد سلب مني، وإني في محل موقعه أكثر من رائع، وأجلب البضاعة ولكن كأن الباب قد أُغلق في وجهي، لا يسألني أحد إلا نادراً، علما أن المواد عندي اقل ثمنا من غيري، ولكن لا جدوى، فأرشدني وفقك الله لما ينفعني لدنياي وآخرتي، ففي مثل حالتي هل يجب علي أن أسعى لما ينفعني، إذ ربما يكون هنالك سبب لمنع الرزق عني؛ لأن الله جعل لكل شيء سببا. وقال: (فاسعوا في مناكبها وكلوا من رزقه). أم أسلم أمري إلى الله؟
الجواب

ج1: لا مانع من قراءة وحمل الطلاسم والأحراز المروية عن الأئمة الأطهار عليهم السلام، سواء أكانت للحفظ من المصائب والشرور أو لسعة الرزق أو لغير ذلك.

ج2: لا شك في أن بعض الأحراز والطلاسم نافعة، ولا مانع من حملها وقراءتها كما قلنا، ولكن عليك أن تعرف مصدرها، وما كتب فيها، لكي لا تحمل طلسما فيه كلمات شيطانية وكفرية، وأما حمل آيات الحفظ والرزق فلا بأس بها، وهي مجربة ونافعة.

وأما بالنسبة للأحجار الكريمة وخصوصا العقيق فإن فيها خواصا كثيرة لا تخفى على من اطلع على هذا الأمر، وكما ذكرت فإن بعضها يفيد في سعة الرزق، وبعضها يقي من الرصاص، وبعضها يوقف خروج الدم من الجسم، وغير ذلك، وكما أن بعضها نافع فإن بعضها ضار أيضاً، كما شاهدناه بالتجربة.

وأما بالنسبة إلى حالتك من الفقر وضيق العيش، فلا ينبغي أن تبتئس لذلك، فإن الله تعالى جعل الفقر زينة المؤمن كما ورد في بعض الأخبار، وجعل أكثر أهل الجنة من الفقراء، وأن العبد كلما ازداد إيمانا كلما ازداد ضيقا في معيشته، وأن الصبر على الفقر جهاد، وأنه أفضل من عبادة ستين سنة، وأن الفقراء يدخلون الجنة قبل الأغنياء بخمسمائة عام، وأن الناس كلهم مشتاقون إلى الجنة، والجنة مشتاقة إلى الفقراء وغير ذلك من الأحاديث الدالة على فضل الفقر والفقراء.

فلعل الله تعالى جعل رزقك في هذه الفترة قليلاً، ولا تدري ما يحدث بعد ذلك، فأحسن الظن بالله تعالى فإنه يعطيك ما هو خير لك، فإن الله تعالى يوزع الأرزاق على حسب المصالح التي يعلمها وتخفى علينا، ولعل من الخير أن يكون رزقك قليلاً، فقد ورد في بعض الأحاديث أن من الناس من يصلحه الفقر، ولو أن الله تعالى أغناه لكفر.

وعليه فينبغي على المؤمن أن يسلم بما قسمه الله تعالى له، فلعل في ذلك مصلحة له إما أخروية أو دنيوية. وعليك أن تسعى في تحصيل رزقك ، ولا تقصر أو تتوان في سعيك، ولا تقنط من رحمة الله تعالى، ولعل الله سيرزقك في الوقت الذي يكون فيه مصلحة لك ، والله العالم.

وفقك الله لما يحبه ويرضاه، وجعل عاقبتك إلى خير.  

الشيخ علي آل محسن