المطلوب حوزات نسائية حقيقية
لقد انتشرت في الآونة الأخيرة ظاهرة إقامة حوزات نسائية تقوم بتدريس النساء مواد مختلفة كالفقه واللغة والعقيدة والعلوم القرآنية وغيرها، وهي ظاهرة جيدة ونافعة، ولا سيما مع إقبال كثير من النساء على الدراسة في هذه الحوزات.
ولا ريب في أننا بأمس الحاجة إلى تعليم النساء العلوم الدينية المتخصصة، لعدة أسباب:
1- رفع المستوى العلمي والثقافي للمرأة في مجال العلوم الشرعية التي لم تنل كثيرٌ من النساء منها شيئا يذكر.
2- تخريج خطيبات على مستوى عال من الوعي والثقافة الدينية، بدلا من الخطيبات التقليديات اللاتي ربما لا يعرفن الكثير من المسائل الشرعية والعقائد الدينية الصحيحة.
3- تخريج مرشدات في الحج، فإن أكثر حملات الحج تعاني من عدم وجود مرشدات يرجع إليهن الحاجات في مسائل الحج، والمسائل الدينية الخاصة التي يحتجن إليها.
4- وجود طالبات علم يرجع إليهن النساء في مسائلهن الخاصة التي يتحاشى كثير من النساء أن يسألن عنها طلبة العلم، مع شدة الحاجة إلى معرفة الحكم الشرعي فيها.
ولكن لا بد أن تتوفر في هذه الحوزات مجموعة من المزايا من أجل تحقيق الغايات الداعية إلى إنشائها، وإلا فلا فائدة مهمة ترجى منها، ومن هذه المزايا:
1- أن تكون المناهج التي تدرس في هذه الحوزات منتقاة ومركزة، لأن كثيراً من الدارسات في الحوزة مرتبطات بعلاقات أسرية، ومنشغلات بالأولاد والأزواج وغيرها، ولا يتمكنَّ من الاستمرار في الدراسة سنين كثيرة.
2- أن يربى في الطالبات الشعور الحوزوي لحث الطالبات على التحصيل والالتزام بالأحكام الشرعية والآداب الإسلامية، لتستحق خريجة الحوزة أن تكون داعية ناجحة ومبلغة صادقة في تبليغها.
3- توفير المدرسين الأكفاء الذين تتخرج على أيديهم عالمات فاضلات لهن مستوى عال في تحصيل العلوم الحوزوية.
4- أن تقوم إدارة الحوزة بامتحان الطالبات امتحانات دورية تحريرية وشفوية للتأكد من تحصيل هؤلاء الطالبات وتمام فهمهن وهضمهن للمادة بنجاح.
5- أن تجعل إدارة الحوزة من ضمن الواجبات المهمة التي تلزم بها الطالبات أثناء فترة الدراسة: كتابة الدروس، والمباحثة فيها، وتقرير الدرس من قبل المتفوقات لغيرهن.
فمع توفر هذه المزايا وغيرها في الحوزة العلمية تتحقق الأهداف المطلوبة من إقامة أمثال هذه الحوزات، لأنه ليس المطلوب إقامة حوزات صورية، بل إقامة حوزات حقيقية.