تنبيهات للمسافرين والزائرين
ونحن على أعتاب العطلة الصيفية يتأهب الكثير من الناس للسفر إلى خارج البلاد، سواء أكان سفرهم لزيارة العتبات المقدسة أم لغيرها، وأود بهذه المناسبة أن ألفت الأنظار إلى بعض الأمور التي أذكر نفسي بها، وأنبِّه بها إخواني المؤمنين وأخواتي المؤمنات، راجياً أن ينفعهم ذلك في أسفارهم، ويحقق لهم مقاصدهم.
منها: أن يتخيروا السفر إلى العتبات المقدسة دون السفر إلى غيرها من الأماكن، لأن الله سبحانه وتعالى يبارك لهم بزيارة أئمة أهل البيت عليهم السلام في أموالهم وأعمارهم وأنفسهم وأهليهم، ويخلف لهم نفقاتهم، ويجزل لهم الثواب والأجر، أما إذا سافروا إلى غيرها من الأماكن، فإنهم إن لم يرجعوا بالإثم لم يرجعوا بفائدة مهمة تفيدهم في دنياهم أو أخراهم كما هو الغالب في أسفار كثير من الناس في هذه الأزمان.
ومنها: أن يحرص المسافر على صيانة نسائه وبناته، بحثهن على الحجاب الصحيح، ونهيهن عن التبرج والتزين بالملابس التي تلفت أنظار الرجال إليهن، والمحافظة عليهن بعدم تركهن يتجولن في الأسواق كيف شئن، ويخرجن وهو لا يعلم أين سيذهبن، فإن ذلك يؤدي إلى المفاسد والرذائل التي فيها خزي الدنيا ووبال الآخرة.
ومنها: ألا يترك الرجل نساءه وبناته يسافرن من دون محرم يصونهن، فلا ينبغي للرجل أن يجعل بناته في صحبة طفل لا يقدر على شيء، أو في رعاية أصحاب الحملات، فإن العرض لا يصونه إلا أهله، ولعل صاحب الحملة تشغله حملته عن ضبط المسافرين معه، أو يتهاون في ضبطهم، أو يعجز عن ردعهم عما يراه من مساوئ.
ومنها: أن يتأدب الزائرون بالآداب التي أمر بها أئمة أهل البيت عليهم السلام شيعتهم، ليتقبل الله منهم زيارتهم، ويرجعوا بذنوب مغفورة، وزيارة مبرورة متقبلة، وأن يتجنبوا كل ما يشوِّه هذه المشاعر، ويسيء إلى الأئمة الأطهار وزوار مراقدهم المشرفة من السوء والفحش وغيرهما.
ومنها: ألا ينشغل الزائرون بالأسواق والتجوال وقضاء الأوقات فيما لا ينفعهم، ويتركوا ما هو الأهم في سفرتهم، والمقصود من زيارتهم، وهو زيارة الأئمة الطاهرين عليهم السلام، والتزود من العبادة في مشاهدهم المشرفة وأماكنهم المعظمة.
أسأل الله سبحانه أن يوفق الجميع لما يحبه ويرضاه، إنه على ما يشاء قدير، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.