فضل الصلاة على محمد وآل محمد
كتب السيد أمجد حسين:
تحدث سماحة الشيخ علي آل محسن في كلمة الجمعة في الحادي والعشرين من شهر رجب سنة 1437هـ عن فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله، انطلاقاً من الآية الشريفة: ((إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا)).
وبعد أن أوضح سماحته بأن المقصود من فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله هو أهميتها، والأجر والثواب المتحصل من قولها، والآثار التي تترتب عليها، شرع الشيخ في ذكر أول فضيلة لها، وهي كونها مذكورة في كتاب الله العزيز كما جاء في الآية الشريفة المتقدم ذكرها. وأشار سماحة الشيخ إلى أن من فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله أن الله عز وجل يصلي على النبي، وأن ملائكته يصلون عليه، وأن الله تبارك وتعالى أمر المؤمنين بالصلاة عليه.
ولفت الشيخ علي آل محسن إلى أن من فضائل الصلاة على محمد وآله أن الله يصلي ألف مرة على من صلى على النبي وآله مرة واحدة، وهو ما دلت عليه الرواية التي رواها الكليني عن الإمام الصادق عليه السلام أنه قال: "إِذَا ذُكِرَ النَّبِيُّ فَأَكْثِرُوا الصَّلَاةَ عَلَيْهِ، فَإِنَّهُ مَنْ صَلَّى عَلَى النَّبِيِّ صَلَاةً وَاحِدَةً صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ أَلْفَ صَلَاةٍ فِي أَلْفِ صَفٍّ مِنَ الْمَلَائِكَةِ.. "، موضحاً أن صلاة الله على عباده تعني تحقيق مطالب العبد وإعلاء شأنه، لأن حقيقة الصلاة هي الدعاء، والدعاء لا يصدر عن الله تعالى.
وأشار سماحته إلى أن من فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله كونها جزءًا من التشهد في الصلاة عند جميع المسلمين، سواء بنحو الوجوب أم الاستحباب، ونقل سماحة الشيخ اختلاف أهل السنة في القول بوجوبها أو استحبابها، فذكر بعض من يرى الوجوب منهم كالشافعي، وإسحاق ابن راهويه، وأحمد بن حنبل على إحدى الروايتين، كما نقل آراء من يقول بوجوبها من الصحابة والتابعين كعبد الله ابن مسعود وأبي مسعود البدري، ومن التابعين مقاتل والشعبي والإمام أبي جعفر الباقر عليه السلام.
وأعرب سماحة الشيخ علي آل محسن عن أن من فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله أنها سبب لاستجابة الدعاء، مستنداً إلى الرواية التي رواها الكليني عن أبي عبد الله عليه السلام أنه قال: "لا يزال الدعاء محجوباً حتى يصلي على محمد وآل محمد". واستدرك سماحته بأن عدم استجابة الدعاء أحياناً قد يكون لأسباب يطول شرحها، ذكر منها عدم كون استجابة الدعاء في مصلحة الداعي.
واستطرد الشيخ علي في ذكر فضائل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله، وذكر أنها تذهب بالنفاق كما رود في الرواية الشريفة: "الصلاة علي وعلى أهل بيتي تذهب بالنفاق"، وما رود عن النبي الأكرم صلى الله عليه وآله أنه قال: "ارفعوا أصواتكم بالصلاة علي فإنها تذهب بالنفاق".
وتابع سماحة الشيخ حديثه عن الصلاة على النبي مشيراً إلى أحد الآثار المحمودة لها وهي أنها تكفي الإنسان مؤونة الدنيا والآخرة، ونقل ما رواه الكليني من أَنَّ رَجُلًا أَتَى النَّبِيَّ
فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ إِنِّي أَجْعَلُ لَكَ ثُلُثَ صَلَوَاتِي، لَا بَلْ أَجْعَلُ لَكَ نِصْفَ صَلَوَاتِي، لَا بَلْ أَجْعَلُهَا كُلَّهَا لَكَ، فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ
: إِذاً تُكْفَى مَؤونَةَ الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ.
وذكر الشيخ آل محسن عدة روايات في فضل الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله توضح أهميتها وآثارها العظيمة، منها ما رود عن أحد الباقرين عليهما الصلاة والسلام أنه قال: "ما في الميزان شيء أثقل من الصلاة على محمد وآل محمد"، وأن رجلاً قال للإمام الصادق عليه السلام: إني دخلت البيت فلم يحضرني شيءٌ من الدعاء إلا الصلاة على النبي، فقال: لم يخرج أحدٌ بأفضل مما خرجت.
واختتم سماحة الشيخ علي آل محسن كلمته بالتأكيد على أن المواطن التي ورد فيها استحباب أو وجوب الصلاة على النبي صلى الله عليه وآله كثيرة جداً، وذكر منها على سبيل المثال لا الحصر: في التشهد، وفي كل ركوع وسجود، وفي القنوت، وعقيب الصلوات، وفي صلاة الجنازة، وفي صلاة العيدين، وفي الخطب، وعند الدخول والخروج من المسجد، وفي كل دعاء، وعند الوقوف على الصفا والمروة، وعند ذكر النبي صلى الله عليه وآله و كتابة اسمه الشريف، وعقيب ختم القرآن، وفي أول النهار وآخره، وعند النسيان، وفي موارد أخرى عديدة يطول ذكرها.