الإمام الحسن بن علي بن أبي طالب عليهما السلام
(3 - 50هـ)
هو السبط الأول وسيد شباب أهل الجنة، أمّه السيدة فاطمة الزهراء سيدة نساء العالمين ، وجدّه رسول الله .
ولد بالمدينة المنورة ليلة النصف من شهر رمضان في سنة ثلاث من الهجرة، فسماه رسول الله حسناً، وكناه بأبي محمد، وعقَّ عنه كبشاً.
وكان الحسن بن علي أشبه الناس برسول الله في خَلْقه وخُلُقه وسؤدده وهديه، وفضائله كثيرة سنذكر جملة منها.
وهو أحد من نزل فيهم قوله تعالى: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الأحزاب: 33]، وأحد الذين خرج بهم النبي لمباهلة نصارى نجران، بعد نزول قوله تعالى: (فَمَنْ حَاجَّكَ فِيهِ مِنْ بَعْدِ مَا جَاءَكَ مِنَ الْعِلْمِ فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ وَنِسَاءَنَا وَنِسَاءَكُمْ وَأَنْفُسَنَا وَأَنْفُسَكُمْ ثُمَّ نَبْتَهِلْ فَنَجْعَلْ لَعْنَةَ اللَّهِ عَلَى الْكَاذِبِينَ) [آل عمران: 61].
وقُبض رسول الله وكان له من العمر سبع سنوات وأشهر، وعاش مع أبيه أمير المؤمنين سبعاً وثلاثين سنة، وقد بايعه الناس بالخلافة بعد مقتل أبيه، وكان وصي أبيه أمير المؤمنين ، وقد كتب له عهداً مشهوراً ذكره السيد الرضي (قدس سره) في نهج البلاغة (ص:307)، وكان مع أخيه الإمام الحسين أفضل أهل زمانهما، وبقي خليفة على الناس ستة أشهر وثلاثة أيام، ثم وقع الصلح بينه وبين معاوية في سنة إحدى وأربعين من الهجرة، فتنازل لمعاوية عن الأمر لما رأى تخاذل أصحابه وخيانتهم، وعلم أن بعض رؤساء أصحابه كاتبوا معاوية سرًّا، وضمنوا له تسليم الإمام الحسن له، فاضطر لمصالحة معاوية حقناً لدمه ودماء أهل بيته وباقي المسلمين.
وبعد أن تمَّ الصلح عاد الإمام الحسن إلى المدينة، ومكث فيها عشر سنين، إلى أن مات مسموماً في الثامن والعشرين من شهر صفر من سنة خمسين من الهجرة، سمَّته زوجته جعدة بنت الأشعث بن قيس، بإيعاز من معاوية الذي أوصل إليها مائة ألف درهم، ووعدها أن يزوّجها من ابنه يزيد إن هي فعلت ذلك، وبعد أن دسَّت السم للإمام الحسن بقي مريضاً أربعين يوماً، ثم مات مظلوماً، فتولى الإمام الحسين تجهيزه، ودفنه عند جدّته فاطمة بنت أسد في البقيع.
له من الأولاد الذكور والإناث: ستة عشر، أشهرهم القاسم بن الحسن من شهداء كربلاء، وزيد بن الحسن، كان جليل القدر، وكان يلي صدقات رسول الله ، والحسن بن الحسن المعروف بالحسن المثنى، وكان جليلاً فاضلاً، تولى صدقات أمير المؤمنين .
بعض ما قيل في الثناء عليه:
قال النووي: هو أبو محمد الحسن بن علي بن أبي طالب عبد مناف بن عبد المطلب بن هاشم بن عبد مناف القرشي الهاشمي المدني، سبط رسول الله وريحانته وابن فاطمة بنت رسول الله سيّدة نساء العالمين ... وكان حليماً كريماً ورعاً، دعاه ورعه وحلمه إلى أن ترك الدنيا والخلافة لله تعالى. (تهذيب الأسماء واللغات 1/158).
وقال: ومناقبه كثيرة مشهورة. (المصدر السابق 1/160).
وقال الذهبي: وقد كان هذا الإمام سيّداً، وسيماً، جميلاً، عاقلاً، رزيناً، جواداً، ممدحاً، خيِّراً، ديِّناً، ورِعاً، محتشماً، كبير الشأن. (سير أعلام النبلاء 3/253).
وقال السيوطي: الحسن بن علي بن أبي طالب ، أبو محمد، سبط رسول الله عليه الصلاة والسلام وريحانته وآخر الخلفاء بنَصِّه... روي له عن النبي أحاديث، وروت عنه عائشة (رضي الله عنها) وخلائق من التابعين... وكان شبيهاً بالنبي ، وسمّاه النبي الحسن، وعقّ عنه يوم سابعه، وحلق شعره، وأمر أن يُتصدّق بزنة شعره فضّة، وهو خامس أهل الكساء. (تاريخ الخلفاء: 175).
قال المفضل: إن الله حجب اسم الحسن والحسين حتى سمّى بهما النبي عليه الصلاة والسلام ابنيه الحسن والحسين. (المصدر السابق: 176).
وقال عبد الله بن عمرو بن العاص: هذا - يعني الحسن - أحب أهل الأرض إلى أهل السماء. (قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/177: رواه البزار، ورجاله رجال الصحيح غير هاشم بن البريد، وهو ثقة).
بعض فضائله :
قد وردت في فضله أحاديث كثيرة صحيحة، منها:
1- أن النبي سمّاه الحسن:
فقد أخرج أحمد بن حنبل في مسنده عن علي، أنه قال: لما وُلد الحسن سمّيته حرباً، فجاء رسول الله فقال: أروني ابني، ما سمَّيتموه؟ قال: قلت: حرباً. قال: بل هو حسن. فلما وُلِد الحُسين سمّيته حرباً، فجاء رسول الله ، فقال: أروني ابني، ما سمَّيتموه؟ قال: قلت: حرباً. قال: بل هو حسين. فلما وُلد الثالث سمّيته حرباً، فجاء النبي فقال: أروني ابني، ما سمّيتموه؟ قلت: حرباً. قال: بل هو محسن. ثم قال: سمّيتهم بأسماء ولد هارون: شبر وشبير ومشبر. (مسند أحمد بن حنبل 1/98، 118. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 8/52: رواه أحمد والبزار... والطبراني، ورجال أحمد والبزار رجال الصحيح غير هانئ بن هانئ وهو ثقة. وصحَّحه الحاكم في المستدرك 3/165).
أقول: ليس صحيحاً أن أمير المؤمنين سمَّى أبناءه بحرب، ولكن نقلت هذا الحديث لما فيه من الدلالة على أن النبي سمَّى الحسن والحسين والمحسن بهذه الأسماء المباركة.
2- أن الإمام الحسن يُشبه النبي :
فقد أخرج البخاري في صحيحه 3/1099 بسنده عن أبي جحيفة، قال: رأيت النبي وكان الحسن بن علي يشبهه...
ولاحظ قوله: «عليهما السلام» في هذا المورد، وهو جارٍ على ما هو المتعارف عند الشيعة، وسيأتي مثله قريباً إن شاء الله.
وعن أنس بن مالك قال: لم يكن أحد منهم أشبه برسول الله من الحسن بن علي. (سنن الترمذي 5/659، قال الترمذي: هذا حديث حسن صحيح. وصحَّحه الألباني في صحيح سنن الترمذي 3/540. المستدرك 3/168).
3- أن النبي يحبّه، ويدعو الله أن يحبّه، وأن يحبَّ من يحبّه:
فقد أخرج مسلم في صحيحه 4/1883 بسنده عن أبي هريرة في حديث قال:... فقال رسول الله : اللهم إني أحبّه، فأحبّه، وأحبب من يحبّه.
وأخرج البخاري في صحيحه 3/1150 بسنده عن البراء بن عازب، قال: رأيت النبي والحسن بن علي على عاتقه، يقول: اللهم إني أحبّه، فأحبَّه.
وتصريح النبي بأنه يحبّه ورد في أحاديث كثيرة بلغت حد التواتر كما قال الذهبي في سير أعلام النبلاء. (سير أعلام النبلاء 3/251).
4- الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة:
فقد أخرج الترمذي والحاكم وغيرهما، عن النبي أنه قال: الحسن والحسين سيّدا شباب أهل الجنة. (سنن الترمذي 5/656، وقال: هذا حديث حسن صحيح. المستدرك 3/167، قال الحاكم: هذا حديث قد صحَّ من أوجه كثيرة، وأنا أتعجّب أنهما لم يخرجاه. مسند أحمد بن حنبل 3/3، 62، 64، 80، 82. المعجم الكبير للطبراني 3/24-30، وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/182-184: رواه الطبراني، وإسناده حسن).
وهذا الحديث يدل على فضيلة عظيمة للإمامين الحسن والحسين ، بل يدل على أفضليتهما على جميع الأنبياء والمرسلين والشهداء والصدِّيقين؛ ما عدا رسول الله ، الذي ثبت بالدليل القطعي أنه خير ولد آدم من الأولين والآخرين، وعدا أمير المؤمنين الإمام علي بن أبي طالب ؛ الذي ثبت أنه خير منهما كما جاء في بعض الطرق الصحيحة لهذا الحديث.
فقد أخرج ابن ماجة والحاكم وغيرهما عن ابن عمر، قال: قال رسول الله : «الحسن والحسين سيِّدا شباب أهل الجنة، وأبوهما خير منهما». (سنن ابن ماجة 1/44. المستدرك 3/167، صحَّحه الحاكم ووافقه الذهبي، كما صحَّحه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 1/26، وسلسلة الأحاديث الصحيحة 2/428، 431).
ولو قلنا: «إن جميع الأنبياء والمرسلين خير من الإمامين الحسن والحسين » لما صحَّ أن يقال: «إنهما سيِّدا شباب أهل الجنة»، وفي الجنة ألوف كثيرة خير منهما.
5- الحسن والحسين ريحانتا رسول الله :
قال ابن الأثير: الريحان والريحانة: الرزق والراحة، ويُسمّى الولد ريحاناً وريحانة لذلك. (النهاية في غريب الحديث 2/288).
وقد أخرج البخاري في صحيحه 3/1151 عن ابن أبي نُعْم، قال: كنت شاهداً لابن عمر وسأله رجل عن دم البعوض، فقال: ممن أنت؟ فقال: من أهل العراق. قال: انظروا إلى هذا، يسألني عن دم البعوض وقد قتلوا ابن النبي ، وسمعت النبي يقول: «هما ريحانتاي من الدنيا».
وأخرج الترمذي بسنده عن عبد الرحمن بن أبي نعم: أن رجلاً من أهل العراق سأل ابن عمر عن دم البعوض يصيب الثوب، فقال ابن عمر: انظروا إلى هذا، يسأل عن دم البعوض وقد قتلوا ابن رسول الله ، وسمعت رسول الله يقول: إن الحسن و الحسين هما ريحانتاي من الدنيا. (سنن الترمذي 5/657، قال الترمذي: هذا حديث صحيح. وصحَّحه الألباني في صحيح سنن الترمذي 3/538).
6- أن الإمام الحسن من أهل البيت الذين أذهب الله عنهم الرجس:
فقد أخرج مسلم في صحيحه 4/1883 بسنده عن عائشة، قالت: خرج النبي وعليه مِرْط مُرَحَّل من شعر أسود، فجاء الحسن بن علي فأدخله، ثم جاء الحسين فدخل معه، ثم جاءت فاطمة فأدخلها، ثم جاء علي فأدخله، ثم قال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا) [الأحزاب: 33].
والمرط: كساء من صوف، وربما كان من خز أو غيره. والمرحَّل: الذي نُقش فيه تصاوير الرِّحال.
وأخرج الترمذي بسنده عن أنس بن مالك: أن رسول الله كان يمر بباب فاطمة ستة أشهر إذا خرج إلى صلاة الفجر يقول: الصلاة يا أهل البيت (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا). (سنن الترمذي 5/352، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب من هذا الوجه. المستدرك على الصحيحين 3/172. قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط مسلم، ولم يخرجاه. وسكت عنه الذهبي في التلخيص).
وأخرج الحاكم أيضاً عن أم سلمة، قالت: في بيتي نزلت: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)، قالت: فأرسل رسول الله إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: هؤلاء أهل بيتي. (المستدرك 3/158، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط البخاري، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي).
ورواه عن واثلة بن الأسقع، وفيه أن رسول الله دعا الحسن والحسين، فأقعد كل واحد منهما على فخذيه، وأدنى فاطمة من حجره وزوجها، ثم لفَّ عليهم ثوباً، وقال: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيرًا)، ثم قال: هؤلاء أهل بيتي، اللهم أهل بيتي أحق. (المستدرك 3/159، قال الحاكم: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين، ولم يخرجاه. وقال الذهبي: على شرط مسلم).
7- أن الإمام الحسن أحد من خرج بهم النبي للمباهلة:
فقد أخرج مسلم في صحيحه 4/1871 عن سعد بن أبي وقاص - في حديث طويل - قال: ولما نزلت هذه الآية: (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) [آل عمران: 61]، دعا رسول الله عليًّا، وفاطمة، وحسناً، وحسيناً، فقال: اللهم هؤلاء أهلي.
وذكر خروج النبي للمباهلة ومعه علي، وفاطمة، والحسن، والحسين أصحاب التفاسير، كالطبري في جامع البيان، والقرطبي في الجامع لأحكام القرآن، وابن كثير في تفسير القرآن العظيم، والسيوطي في الدر المنثور، وغيرهم. (تفسير الطبري (جامع البيان في تفسير القرآن) 3/211-213. الجامع لأحكام القرآن 4/104. تفسير القرآن العظيم 1/370-371. الدر المنثور 4/231-232).
قال الفخر الرازي: واعلم أن هذه الرواية كالمتَّفق على صحّتها بين أهل التفسير والحديث. (التفسير الكبير 8/80).
8- أن الإمام الحسن سيّد:
فقد أخرج البخاري في صحيحه 2/822 – في حديث - أن أبا بكرة، قال: رأيت رسول الله على المنبر، والحسن بن علي إلى جنبه، وهو يُقْبِل على الناس مرة وعليه أخرى، ويقول: إن ابني هذا سيِّد، ولعلَّ الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين.
وعن المقبري قال: كنا مع أبي هريرة، فجاء الحسن بن علي (رضي الله عنهما)، فسلَّم فردّ عليه القوم، ومعنا أبو هريرة لا يعلم فقيل له: هذا حسن بن علي يسلّم. فلحقه فقال: وعليك يا سيّدي. فقيل له: تقول: يا سيّدي؟ فقال: أشهد أن رسول الله قال: إنه سيّد. (المعجم الكبير 3/24. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/178: رواه الطبراني، ورجاله ثقات. وقال الحاكم في المستدرك 3/169: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي).
9- أن النبي كان يقبّله، ويضمّه، ويشمّه، ويدخل لسانه في فِيْهِ، ويحمله، ويُركبه ظهره:
فقد أخرج الحاكم في المستدرك عن أبي هريرة، أنه لقي الحسن بن علي فقال: رأيت رسول الله قبَّل بطنك، فاكشف الموضع الذي قبَّل رسول الله حتى أُقَبِّله. قال: وكشف له الحسن، فقبَّله. (المستدرك 3/184، قال: هذا حديث صحيح على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. مسند أحمد 2/488. المعجم الكبير 3/19. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/177: رواه أحمد والطبراني... ورجالهما رجال الصحيح، غير عمير بن إسحاق، وهو ثقة).
وعن الزبير: أن رسول الله قبَّل حسناً، وضمَّه إليه، وجعل يشمّه، وعنده رجل من الأنصار، فقال الأنصاري: إن لي ابناً قد بلغ، ما قبَّلته قط. فقال رسول الله : أرأيت إن كان الله نزع الرحمة من قلبك فما ذنبي؟. (المستدرك 3/186، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد على شرط الشيخين ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي).
وعن سعيد بن زيد بن نفيل: أن النبي احتضن حسناً، ثم قال: اللهم إنّي قد أحببتُه فأحبَّه. (المعجم الكبير 3/19. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/176: رواه الطبراني، ورجاله رجال الصحيح غير يزيد بن نحيس، وهو ثقة).
وعن أبي هريرة قال: لا أزال أحب هذا الرجل بعدما رأيت رسول الله يصنع ما يصنع. رأيت الحسن في حجر النبي وهو يدخل أصابعه في لحية النبي ، والنبي يُدخل لسانه في فمه، ثم قال: اللهم إني أحبّه فأحبّه. (المستدرك 3/185، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي).
وعن أبي هريرة قال: كنّا نصلّي مع رسول الله العشاء، فكان يصلي فإذا سجد وثب الحسن والحسين على ظهره، وإذا رفع رأسه أخذهما فوضعهما وضعاً رفيقاً، فإذا عاد عادا، فلما صلّى جعل واحداً ههنا وواحداً ههنا... (المستدرك 3/183، قال الحاكم: هذا حديث صحيح الإسناد، ولم يخرجاه. ووافقه الذهبي. مسند أحمد 2/513. وقال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/181: رواه أحمد والبزار... ورجال أحمد ثقات).
وعن عمر بن الخطاب، قال: رأيت الحسن والحسين على عاتقي النبي ، فقلت: نِعْمَ الفَرس تحتكما. فقال النبي : ونِعْم الفارسان. (قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/181: رواه أبو يعلى في الكبير، ورجاله رجال الصحيح. وراجع سنن الترمذي 5/661).
10- أن النبي كان يعوِّذ الإمام الحسن بكلمات:
فقد أخرج الحاكم عن ابن عباس (رضي الله عنهما)، قال: كان النبي يعوذ الحسن والحسين، يقول: أعيذكما بكلمات الله التامة، من كل شيطان وهامة، ومن كل عين لامّة. ثم يقول: هكذا كان يعوذ إبراهيم ابنيه إسماعيل وإسحاق. (المستدرك 3/167، قال الحاكم: صحيح على شرط الشيخين. ووافقه الذهبي).
11- أن من أبغض الإمام الحسن فقد أبغض النبي :
فقد أخرج ابن ماجة في سننه بسنده عن أبي هريرة قال: قال رسول الله : من أحبَّ الحسن والحسين فقد أحبَّني، ومن أبغضهما فقد أبغضني. (سنن ابن ماجة 1/51. حسَّنه الألباني في صحيح سنن ابن ماجة 1/29. وقال الحاكم في المستدرك 3/171: صحيح الإسناد. ووافقه الذهبي. وصحّحه البوصيري في إتحاف الخيرة المهرة 9/322).
وأخرج أحمد في مسنده بسنده عن أبي هريرة: سمعت رسول الله يقول: من أحبَّهما فقد أحبَّني، ومن أبغضهما فقد أبغضني. (مسند أحمد بن حنبل 16/507، قال شعيب الأرنؤوط: إسناده حسن. وصححه الألباني في سلسلة الأحاديث الصحيحة 6/931).
12- الأمر بموالاة الإمام الحسن والتحذير من معاداته:
فقد أخرج أبو يعلى في مسنده عن أم سلمة - في حديث - قالت: فجلس النبي وعلي، وفاطمة، والحسن، والحسين، يأكلون، قالت أم سلمة: وما سامني النبي ، وما أكل طعاماً وأنا عنده إلا سامنيه قبل ذلك اليوم - تعني سامني: دعاني إليه - فلما فرغ التفَّ عليهم بثوبه، ثم قال: اللهم عادِ من عاداهم، ووالِ من والاهم. (مسند أبي يعلى 6/96. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/166: رواه أبو يعلى، وإسناده جيد).
13- أن النبي كان راضياً عنه:
فقد أخرج الطبراني في معجمه الأوسط بسنده عن علي بن أبي طالب ، أنه دخل على النبي وقد بسط شملة، فجلس عليها هو وفاطمة، وعلي، والحسن، والحسين، ثم أخذ النبي بمجامعه، فعقد عليهم، ثم قال: اللهم ارضَ عنهم كما أنا عنهم راضٍ. (المعجم الأوسط 4/145. قال الهيثمي في مجمع الزوائد 9/169: رواه الطبراني في الأوسط، ورجاله رجال الصحيح غير عبيد بن طفيل وهو ثقة).