الخوف من أن تكون الأعمال بداعي الرياء؟
س : أنا أخاف أن تكون أعمالي رياءاً أو نفاقاً أو أنها غير خالصة لوجه الله تعالى ، وأن عندما أبكي على الحسين عليه السلام ويخرج الصوت أو عندما يقولون : ( ارفعوا أصواتكم بالصلاة على النبي بأعلى أصواتكم ) ، أو عندما يقولون : (تصدقوا) وغيرها من الأعمال التي تكون أمام الناس وهي كثيرة ولا سيما عندما تكون أمام أناس يعرفوني وأشعر أنهم يراقبوني ، فأشعر أن عملي يكون رياءاً ، وقد يخطر في ذهني أنهم يقولون : إن هذه المرأة امرأة صالحة ، فماذا نسمي مثل ذلك ، ولا سيما أني أريد أن يقول جميع الناس عني الخير .
ج : إذا كان الداعي للعمل هو الناس فقط ، بغض النظر عن الله سبحانه ، فلولا الناس لما صليت على النبي وآله ، ولولا الناس لما تصدقت ، ولولا الناس لما بكيت على الحسين عليه السلام ، فهذا رياء لا شك فيه .
وأما إذا كان الداعي هو الله سبحانه ، وإن كان كل فرد يحب أن يمدحه الناس ، لكن مدح الناس لم يكن هو الداعي للعمل فهذا ليس رياءا .
واعلمي يا أختي المؤمنة أن الشيطان يلقي في روع المؤمن والمؤمنة أمثال هذه الخواطر حتى يصدهم عن عمل الخير ، وقد ورد ذلك في أحاديث أهل البيت عليهم السلام ، والأئمة حثوا شيعتهم على إغفال هذه الوساوس الشيطانية وتجاهلها ، والعمل بضدها ، فلا تعتني بمثل ذلك ، ولا يصدك ذلك عن عمل الخير أمام الناس ، فإن الله سبحانه مدح من يعمل الخير سرا وعلانية ، فقال جل شأنه ﴿الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُم بِاللَّيْلِ وَالنَّهَارِ سِرًّا وَعَلاَنِيَةً فَلَهُمْ أَجْرُهُمْ عِندَ رَبِّهِمْ وَلاَ خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلاَ هُمْ يَحْزَنُونَ﴾.