سيرة الإمام موسى بن جعفر الكاظم عليه السلام
الإمام موسى بن جعفر الكاظم
(128- 183هـ)
نسبه وولادته:
هو موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، وُلد بالأبواء وهو موضع بين مكة والمدينة في السابع من شهر صفر سنة ثمان وعشرين ومائة [إعلام الورى بأعلام الهدى: 286]، وأمّه أم ولد اسمها حميدة المصفَّاة،
كُناه وألقابه:
كنيته أبو الحسن، وأبو الحسن الأول، وأبو إبراهيم، وأبو علي، ويلقب بعدة ألقاب، منها: الكاظم، وهو أشهر ألقابه، والعبد الصالح، والعالِم، وراهب بني هاشم.
إمامته:
تولى الإمامة بعد أبيه في سنة 148هـ، وله من العمر عشرون سنة، وكانت مدة إمامته خمساً وثلاثين سنة، وقد عاصره من ملوك العباسيين: أبو جعفر المنصور، ثم ابنه المهدي، ثم ابنه موسى الملقب بالهادي، ثم هارون الملقب بالرشيد.
صفاته:
كان عالماً، ورعاً، زاهداً، عابداً، يقابل من أساء إليه بالإحسان، وكان يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه، فيبعث إليه بصرّة فيها دنانير.
قال أبو الفرج الأصفهاني: حدثنا يحيى بن الحسن قال: كان موسى بن جعفر إذا بلغه عن الرجل ما يكره بعث إليه بصرة دنانير، وكانت صراره ما بين الثلاثمائة إلى المائتي دينار، فكانت صرار موسى مَثَلاً. [مقاتل الطالبيين: 499].
محنته سلام الله عليه:
سجن في أيام هارون الرشيد مراراً، فإنه سجن أولاً في سجن عيسى بن جعفر، ثم نقل إلى سجن الفضل بن الربيع، ثم إلى سجن الفضل بن يحيى، ثم نقل أخيراً إلى سجن السندي بن شاهك، وهو طامورة لا يعرف فيها الليل من النهار، وكان مشغولاً بالعبادة، يحيي الليل كله بالصلاة والدعاء وقراءة القرآن، ويصوم النهار في أكثر الأيام، وكان من دعائه في السجن: اللهم إنك تعلم أني كنت أسألك أن تفرّغ لي مكاناً لعبادتك، اللهم وقد فعلت، فلك الحمد على ذلك.
وفاته:
استشهد مسموماً في سجن السندي بن شاهك، بعد مضي خمس عشرة سنة من ملك هارون، في الخامس والعشرين من شهر رجب سنة ثلاث وثمانين ومائة، وله من العمر خمس وخمسون سنة، ودفن في بغداد، وله مزار مشهور في نواحي بغداد في منطقة صارت تعرف بالكاظمية نسبة إليه، يزوره الشيعة، ويتبركون بقبره.
أولاده:
له من الأولاد: سبعة وثلاثون ولداً ذكراً وأنثى، أجلهم وأفضلهم ابنه الإمام علي بن موسى الرضا ، ومنهم إبراهيم والعباس والقاسم وإسماعيل وفاطمة المعصومة لها مقام مشهور بمدينة قم المقدسة.
بعض ما قيل في الثناء عليه:
قال ابن حجر العسقلاني: موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي، أبو الحسن الهاشمي، المعروف بالكاظم، صدوق عابد. [تقريب التهذيب: 550].
وقال: ومناقبه كثيرة. [تهذيب التهذيب 10/303].
وقال أبو حاتم: ثقة، صدوق، إمام من أئمة المسلمين.
وقال الذهبي: كان صالحاً، عابداً، جواداً، حليماً، كبير القدر. [العبر في خبر من غبر 1/222].
وقال: وقد كان موسى من أجواد الحكماء، ومن العبّاد الأتقياء، وله مشهد معروف ببغداد. [ميزان الاعتدال 6/539].
وقال: رجعنا إلى تتمّة آل جعفر الصادق، فأجلهم وأشرفهم ابنه موسى الكاظم، الإمام القدوة السيِّد أبو الحسن العلوي والد الإمام علي بن موسى الرضا، مدني نزل بغداد. [سير أعلام النبلاء 6/270].
وقال: روى أصحابنا أنه دخل مسجد رسول الله (صل الله عليه وسلم)، فسجد سجدة في أول الليل، فسُمع وهو يقول في سجوده: «عظُمَ الذنب عندي، فليحسن العفو من عندك، يا أهل التقوى ويا أهل المغفرة»، فجعل يردّدها حتى أصبح. وكان سخيًّا كريماً، يبلغه عن الرجل أنه يؤذيه، فيبعث إليه بصُرَّة فيها ألف دينار. [نفس المصدر 6/271].
وقال يحيى بن الحسن بن جعفر النسَّابة: كان موسى بن جعفر يُدعى العبد الصالح من عبادته واجتهاده. [تهذيب التهذيب 10/302].
وقال ابن الجوزي: كان يُدعى العبد الصالح، لأجل عبادته واجتهاده وقيامه بالليل، وكان كريماً حليماً، إذا بلغه عن رجل أنه يؤذيه بعث إليه بمال. [صفة الصفوة 2/184].
وقال ابن كثير: كان كثير العبادة والمروءة، إذا بلغه عن أحد أنه يؤذيه أرسل له بالذهب والتحف. [البداية والنهاية 10/189].
وقال ابن تيمية: وموسى بن جعفر مشهور بالعبادة والنسك. [منهاج السنة 2/124].
وقال السويدي: هو الإمام الكبير القدر، الكثير الخير، كان يقوم ليله، ويصوم نهاره، وسُمي كاظماً لفرط تجاوزه عن المعتدين... وكانت له كرامات ظاهرة، ومناقب لا يسع مثل هذا الموضع ذكرها. [سبائك الذهب: 75].