نحن نعلن بالغ أسفنا عن خسارة هكذا قامة علمية إن صح التسجيل المنسوب إليه، ونتمنى أن لا تصح النسبة، وننتظر ببالغ الصبر تعليقكم على ما جرى.
إن السيد كمال الحيدري حفظه الله بما أنه نفى هذا التسجيل عن نفسه، وذكر أنه تسجيل مفبرك، وأن فيه تقديما وتأخيراً، وأنه لا يعتقد بما تضمنه من توهين مراجع الطائفة، فإنا نصدقه فيما قال، ونحمله على الخير؛ لأن الأمر لا يخلو من أحد احتمالين:
إما أن ما في التسجيل من إساءات لم يصدر من السيد الحيدري، وإن كان للتسجيل أصل، وأنه فعلاً تسجيل مفبرك، فمن الظلم أن نتهمه بما هو منه بريء، وعلينا تصديقه فيما قال، ولا سيما أنا لم نعهد عليه كذب سابق.
وإما أن ما في التسجيل قد صدر من السيد الحيدري فعلا، وأنه قاله وقصده، ولكنه لما رأى شدة النكير عليه تراجع عنه، فكذب نسبته إليه، واستخدم التورية في قوله: (إنه لم يقل ما ورد فيه من توهين مراجع الطائفة) ، فلا بد أن نقبل من السيد الحيدري تراجعه عما قاله، ولا نحتاج لتصريحه واعترافه بأنه قال ذلك، وأنه نادم على صدور هذا القول منه.
ولا يخفى عليك وعلى سائر المؤمنين أنه ليس من الحكمة ولا من مصلحة الطائفة إسقاط السيد الحيدري؛ لأنه كفاءة نحتاج إليها، وهو الآن شوكة في عيون أعداء المذهب، فلماذا نسرع في محاربته، وإضعافه؟
وعليه فأرى أن الحكمة تقتضي أن نتجاهل كل ما سمعنا، وقرأنا، ونحمل السيد الحيدري على الصحة والخير، وندعو الله أن ينفعنا وينفع السيد الحيدري بما حدث، ويبصِّرنا بأخطائنا وعيوبنا، إنه سميع مجيب.