الحقية المخفية
ا. ا. - السعودية القطيف أم الحمام - 08/04/2011م
بارك الله فيك يا مولانا، وكثر الله أمثالك.
الأجوبة التي ذكرتها على الشبهات التي يذكرها النواصب تثير كثيراً من التساؤل، بل الكثير من الشكوك، بل النواصب والله استدلوا على ردودك بأنك تضلل، وأنا تناقشت معهم، وهم أقنعوني.
كيف تتكلم على أم المؤمنين عائشة؟ كيف وهي زوجة النبي؟
وكيف تقول: إن اللطم لا ينافي مع الأيمان بالقضاء والقدر؟ هل أفعال الجوارح معزولة عن ما يكنه القلب؟ كيف وقد ثبت علميا وعقليا أن الجوارح تصدق ما يكنه القلب؛ لأن الجوارح مصدقة لما في القلب؟
وكيف تستدل بصحيح البخاري وهو لا يوافق المعتقد الشيعي؟
بالعقل كلنا نبكي لمقتل الحسين، وهذا لا ينافي الأيمان بالقضاء والقدر، ولكن ضرب السيوف ولطم الخدود هو المنافي، ولم يفعله النبي، وجميع أدلتك لم تذكر فيها اللطم.
وبما أننا الشيعة نأخذ من النبي الأدلة فلماذا لا نصلي كما يصلي، ونعمل كما يعمل، ونحب النبي ونحب زوجاته، وهل النبي كره عائشة؟ لماذا نسب أصحابه؟
لماذا نذكر الحسين، ودائما نذكر مقتله، ونبكي عليه؟ لماذا هذا الحزن الشديد؟
هل نحن متكفلين بالحساب بالعقل، اترك الماضي، وانظر للمستقبل، واعمل الصالحات لكي تحشر مع الحسين.
أنا قرأت في كتب أهل السنة، فلم أجد أكثر منهم حبًّا للحسين وآل بيت النبي.
لا تلعن من لم يلعنه النبي، فإن النبي لم يلعن أبا بكر والصحابة، ولم يلعن يزيد.
أنت تستدل بأن النبي كان يعلم عن مقتل الحسين، ألم يعلم من قتله، لماذا لم يلعن من قتله.
نحن الشيعة جمدنا عقولنا بالتوقف عند مقتل الحسين.
اتق الله، واجعلونا نفكر بالمستقبل، ونترك الماضي لرب يحاسب عليها، ونتفرغ لعبادة الله، كما كان النبي يعبده، ونصلي الفجر والجمعة.
الكلام يطول يا مولانا، فأنا درست في الرياض في إحدى الجامعات، وذهبت للدروس التي تقام في المساجد لمدة أسبوع، والله العظيم لم يسبوا ولم يلعنوا، بل يتكلمون كيف نعمل؟ كيف نطهر القلب لكي تطهر الجوارح؟ والله تلذذ العبادة عند أهل السنة أفضل من الشيعة.
اتق الله وبين الحقيقة، كلنا في رقابكم أيها المعممون، أنتم أخذتم العلم من إيران، وهم أشد حقداً وكرهاً للنبي وآل بيته.
المرسل
موالي آل البيت الذي يبحث عن الحقيقة.
الجواب

بارك الله فيك يا مولانا، وكثر الله أمثالك.

الأجوبة التي ذكرتها على الشبهات التي يذكرها النواصب تثير كثيراً من التساؤل، بل الكثير من الشكوك، بل النواصب والله استدلوا على ردودك بأنك تضلل، وأنا تناقشت معهم، وهم أقنعوني.

والجواب: أن ما أذكره من أقوال الشيعة الإمامية أستدل عليه بكتاب الله تعالى، وسنة نبيه صلى الله عليه وآله، وأحتج على المخالفين بما صح من أحاديثهم، وكان اللازم عليك أن تذكر من كلامي ما يثير التساؤل والشكوك، وأما إطلاق الكلام هكذا جزافاً من دون دليل فلا قيمة له.

وزعمك أن النواصب يزعمون أني مضلل، وأنهم فندوا ردودي، كلام لا قيمة له؛ لأن زعمهم المذكور لا بد أن يثبتوه بدليل صحيح، ولا دليل عندهم، وأما ادعاؤك أنهم فندوا ردودي فهذا ادعاء باطل؛ لأني لم أقرأ لهم أي رد على ما كتبته، ولو كانت لهم ردود لأبرزوها، وهم إلى الآن لم يستطيعوا الرد على كثير من كتب الشيعة التي شيَّعت الكثير من أهل السنة، كالمراجعات للسيد عبد الحسين شرف الدين قدس سره، والغدير للشيخ عبد الحسين الأميني، وغيرهما من الكتب المعروفة المشهورة، فأين ردودهم، وأين أدلتهم؟ أم أن ردودهم خاصة بك، ومخفية عن غيرك!!

    

كيف تتكلم على أم المؤمنين عائشة؟ كيف وهي زوجة النبي؟

والجواب: أن الزوجية لا تجعل لعائشة حصانة من النقد والتخطئة، كما لم تجعل الزوجية حصانة عن الدخول في النار، كما قال تعالى: (ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً لِلَّذِينَ كَفَرُوا امْرَأَتَ نُوحٍ وَامْرَأَتَ لُوطٍ كَانَتَا تَحْتَ عَبْدَيْنِ مِنْ عِبَادِنَا صَالِحَيْنِ فَخَانَتَاهُمَا فَلَمْ يُغْنِيَا عَنْهُمَا مِنَ اللَّهِ شَيْئاً وَقِيلَ ادْخُلا النَّارَ مَعَ الدَّاخِلِينَ) [التحريم:10].

والشيعة لا يقولون في عائشة أكثر مما قاله أهل السنة في كتبهم، فإن أهل السنة رووا أن عائشة نبحتها كلاب الحوأب، وأنها خالفت أمر الله تعالى لنساء النبي صلى الله عليه وآله في قوله: (وَقَرْنَ فِي بُيُوتِكُنَّ) [الأحزاب: 33].

وأنها مع حفصة تواطأتا على رسول الله صلى الله عليه وآله، وكذبتا عليه، حينما قالتا له: إني أجد فيك ريح مغافير. (صحيح البخاري 4/1567).

وغير ذلك كثير لا حاجة لذكره.

والعجيب أنك تستميت في الدفاع عن عائشة، ولا تدافع عن والدي رسول الله صلى الله عليه وآله اللذين قال السلفية بأنهما كافران، وأنهما في النار، كما لا تدافع عن أجداد رسول الله صلى الله عليه وآله الذين كفرهم السلفية، ولا عن عم رسول الله صلى الله عليه وآله وحاميه وكافله أبي طالب عليه السلام الذي روى فيه أعداؤه أنه في ضحضاح من نار يغلي فيه دماغه (صحيح البخاري 3/1185)، وأشغلت نفسك بالدفاع عن عائشة مع كثرة ما رواه أهل السنة فيها من المساوئ.

ثم إن عائشة نفسها طعنت في خير أزواج رسول الله صلى الله عليه وآله وهي خديجة سلام الله عليها، حيث قالت فيها: ما تذكر من عجوز من عجائز قريش حمراء الشدقين، هلكت في الدهر، قد أبدلك الله خيراً منها (صحيح البخاري 3/1168).

وأهل السنة رووا كثيراً من المساوئ في حق عائشة، فلماذا لم تعتبر ذلك سباً لها واستنقاصاً لشأنها؟!

مع أن الشيعة لا يقولون أكثر مما قال الله تعالى في كتابه العزيز، فإن الله تعالى قال عن عائشة وحفصة: (إِنْ تَتُوبَا إِلَى اللَّهِ فَقَدْ صَغَتْ قُلُوبُكُمَا وَإِنْ تَظَاهَرَا عَلَيْهِ فَإِنَّ اللَّهَ هُوَ مَوْلاهُ وَجِبْرِيلُ وَصَالِحُ الْمُؤْمِنِينَ وَالْمَلائِكَةُ بَعْدَ ذَلِكَ ظَهِيرٌ) (التحريم: 4).

والكلام في هذا يطول، ولسنا في حاجة إلى الإطالة فيه.

وكيف تقول: إن اللطم لا ينافي مع الأيمان بالقضاء والقدر؟ هل أفعال الجوارح معزولة عن ما يكنه القلب؟ كيف وقد ثبت علميا وعقليا أن الجوارح تصدق ما يكنه القلب؛ لأن الجوارح مصدقة لما في القلب؟

والجواب: أن اللطم هو تعبير عن الحزن والألم لما جرى على أهل البيت عليهم السلام من المصائب التي تجعل كل مسلم يبكي دماً، وحال اللطم حال البكاء عند المصاب، الذي لا يتنافى مع الإيمان بالقضاء والقدر؛ والنبي صلى الله عليه وآله بكى عند موت إبراهيم كما روى ذلك البخاري بسنده عن أنس بن مالك رضي الله عنه قال: دخلنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم على أبي سيف القين - وكان ظئراً لإبراهيم عليه السلام - فأخذ رسول الله صلى الله عليه وسلم إبراهيم فقبله وشمه، ثم دخلنا عليه بعد ذلك، وإبراهيم يجود بنفسه، فجعلت عينا رسول الله صلى الله عليه وسلم تذرفان. فقال له عبد الرحمن بن عوف رضي الله عنه: وأنت يا رسول الله؟! فقال: يا ابن عوف إنها رحمة. ثم أتبعها بأخرى، فقال صلى الله عليه وسلم: إن العين تدمع، والقلب يحزن، ولا نقول إلا ما يرضى ربنا، وإنا بفراقك يا إبراهيم لمحزونون. (صحيح البخاري 1/388).

وهل كل ما فعلته الجوارح المرتبطة بالقلب يتنافى مع الإيمان بالقضاء والقدر؟ أنا أتعجب من شخص يفكر بهذا النحو السطحي جداً!!

وكيف تستدل بصحيح البخاري وهو لا يوافق المعتقد الشيعي؟

والجواب: أن الشيعة لا يستدلون بصحيح البخاري على حكم أو معتقد؛ لأنهم لا يقيمون لصحيح البخاري أي وزن، ولا يرون له أي قيمة، وإنما يحتجون بما في صحيح البخاري على خصومهم ومخالفيهم الذين يرون صحة كل أحاديث صحيح البخاري، فهناك فرق بين الاستدلال به، والاحتجاج بما فيه على من يعتقد به.

بالعقل كلنا نبكي لمقتل الحسين، وهذا لا ينافي الأيمان بالقضاء والقدر، ولكن ضرب السيوف ولطم الخدود هو المنافي، ولم يفعله النبي، وجميع أدلتك لم تذكر فيها اللطم.

والجواب: كما أن البكاء لا يتنافى مع الإيمان بالقضاء والقدر فكذلك لطم الخدود ونحوها؛ لأنها كلها أفعال دالة على شدة الحزن على هذا المصاب العظيم.

وأنت لم تذكر لماذا يتنافى اللطم وضرب الخدود مع الإيمان بالقضاء والقدر، ولا تستطيع أن تثبت ذلك؛ لأنك أخذت هذا تقليداً بدون معرفة كما أخذت كل عقائدك بالتقليد الأعمى، ولم تفكر بعقلك لتعرف أن ما تلقن به صحيح أم باطل.

والأفعال المنافية للإيمان بالقضاء والقدر هي الأفعال فيها اعتراض على الله تعالى، وسخط عليه سبحانه، وأما الأفعال التي تدل على الحزن على الإمام الحسين عليه السلام، والسخط على قاتليه فهي من لوازم الموالاة والحب اللذين أمر الناس بهما.  

 

وبما أننا الشيعة نأخذ من النبي الأدلة فلماذا لا نصلي كما يصلي، ونعمل كما يعمل، ونحب النبي ونحب زوجاته، وهل النبي كره عائشة؟ لماذا نسب أصحابه؟

لماذا نذكر الحسين، ودائما نذكر مقتله، ونبكي عليه؟ لماذا هذا الحزن الشديد؟

هل نحن متكفلين بالحساب بالعقل، اترك الماضي، وانظر للمستقبل، واعمل الصالحات لكي تحشر مع الحسين.

والجواب: أما أنك من الشيعة فهذا لا نصدقه، وكلامك يدل على أنك من غيرهم، ولو سلمنا أنك من الشيعة فكلامك يدل على أنك لا تفقه من مذهب الشيعة شيئاً، فتكون منتسباً للشيعة بالاسم فقط.

وأما صلاة الشيعة فهي كصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله، لأنهم أخذوها عن أهل البيت عليهم السلام، وأما صلاة غيرهم فهي محرفة مبدلة كما دلت على ذلك أحاديثهم الصحيحة.

منها: ما أخرجه البخاري في صحيحه عن الزهري أنه قال: دخلت على أنس بن مالك بدمشق وهو يبكي، فقلت: ما يبكيك؟ فقال: لا أعرف شيئاً مما أدركتُ إلا هذه الصلاة، وهذه الصلاة قد ضُيِّعتْ.

وفي رواية أخرى، قال: ما أعرف شيئاً مما كان على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. قيل: الصلاة؟ قال: أليس ضيَّعتم ما ضيَّعتم فيها؟! (صحيح البخاري 1/133).

وأخرج الترمذي في سننه عن أنس أنه قال: ما أعرف شيئاً مما كنا عليه على عهد النبي صلى الله عليه وسلم. فقلت: أين الصلاة؟ قال: أوَلم تصنعوا في صلاتكم ما قد علمتم؟ (سنن الترمذي 4/633، قال الترمذي: هذا حديث حسن غريب).

فكيف تكون صلاتكم كصلاة رسول الله صلى الله عليه وآله وهي محرفة، كغيرها من أحكام مذهبكم منذ ذلك الوقت كما دلت عليه صحاحكم؟!

وأما محبة زوجات النبي صلى الله عليه وآله فلم نجد حديثاً صحيحاً يأمر النبي صلى الله عليه وآله أمته بمحبة زوجاته، فمن أين جئتم بهذا الحكم الذي طبلتم له كثيراً جداً، وتركتم محبة والدي رسول الله صلى الله عليه وآله اللذين حكمتم بكفرهما، وكذلك أجداده الطاهرون الذين كفرتموهم وحكمتم بأنهم جميعا من أهل النار!!

وأما قولك: (اترك الماضي، وانظر للمستقبل، واعمل الصالحات لكي تحشر مع الحسين) فهو غريب عجيب، لأن محبة أهل البيت عليهم السلام والبكاء عليهم إذا كانت من الماضي الذي يجب تركه، فهل محبة زوجات رسول الله صلى الله عليه وآله ومحبة بعض أصحابه كأبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية من المستقبل الذي يجب أن ننظر إليه؟! ولا سيما أنكم جعلتم محبة عائشة وحفصة وأبي بكر وعمر وعثمان ومعاوية مقياساً للإيمان والكفر، فكفرتم الشيعة لعدم محبتهم لهؤلاء، مع أنه لا دليل عندكم على وجوب محبتهم، فلماذا لا تتركون الماضي، وتنظرون إلى المستقبل من هذه الناحية، ولا سيما أن الشيعة يعملون الصالحات، لأنهم يصلون ويصومون ويحجون ويؤدون كل شعائر الإسلام!! 

 

أنا قرأت في كتب أهل السنة، فلم أجد أكثر منهم حبًّا للحسين وآل بيت النبي.

والجواب: أما أن أهل السنة أكثر محبة للحسين من غيرهم فهذا غير صحيح، والواجب عليك أن تثبت ذلك بدليل صحيح، وأما الادعاء فهو كثير ولا قيمة له.

ولكن قل لي: هل دليل المحبة للإمام الحسين عليه السلام تخطئته في نهضته؟ وزعم أن خروجه كان مفسدة كما قال ابن تيمية؟!

وهل من علامات محبته عليه السلام عدم تجويز لعن قاتليه، كما أفتى بذلك جملة وافرة من علماء أهل السنة، وعدم تخطئة يزيد بن معاوية الذي جيش الجيوش لقتله؟!

وهل من دلائل محبة الإمام الحسين عليه السلام حكمهم بأن يزيد بن معاوية من أهل الجنة كما قال ابن تيمية وابن كثير وغيرهم؟!

وهل دليل المحبة عندكم عدم زيارة قبره، وعدم البكاء عليه، وعدم الرواية عنه، وغير ذلك مما هو كثير ومعروف؟!

 

لا تلعن من لم يلعنه النبي، فإن النبي لم يلعن أبا بكر والصحابة، ولم يلعن يزيد.

والجواب: هذا كلام عجيب، لأنه على هذا المقياس لا يجوز لك أن تلعن كل من ولد بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله حتى الكفار والمنافقين والمرتدين بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وآله؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله لم يلعن كل هؤلاء؟

وإذا كنت تعمل بهذه القاعدة فإنه لا يجوز لكم أيضاً أن تلعنوا الشيعة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله لم يلعنهم، بل لا يجوز لكم أن تحكموا بضلالهم، ولا بأنهم من أهل الأهواء والبدع، ولا يجوز لكم أن تسموهم رافضة؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله لم يحكم بضلالهم، ولم يصفهم بأنهم مبتدعة، ولم يسمهم رافضة!!

فما تقول؟

 

أنت تستدل بأن النبي كان يعلم عن مقتل الحسين، ألم يعلم من قتله، لماذا لم يلعن من قتله.

والجواب: أما أن النبي صلى الله عليه وآله لم يلعن قتلة الإمام الحسين عليه السلام فهذه مجازفة ورجم بالغيب بلا دليل، وعدم اطلاعك على رواية تدل على ذلك لا يدل على عدم لعنه صلى الله عليه وآله لهم.

ولو سلمنا أن النبي صلى الله عليه وآله لم يلعن قتلة الإمام الحسين عليه السلام فعدم لعنه لهم لا يدل على أنهم لا يستحقون اللعن؛ لأن النبي صلى الله عليه وآله لم يبعث لعانا، وإنما بُعث رحمة للعالمين.

وإذا كان قاتل سيد شباب أهل الجنة لا يجوز لعنه فلا يجوز لعن أحد من الناس، وهذا باطل جزماً؛ لأن الله تعالى قال في كتابه العزيز: (أَلا لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) [هود: 18]، وقال: (فَأَذَّنَ مُؤَذِّنٌ بَيْنَهُمْ أَنْ لَعْنَةُ اللَّهِ عَلَى الظَّالِمِينَ) [الأعراف: 44].

وأي ظلم أعظم من قتل الإمام الحسين عليه السلام، وهدم الكعبة المشرفة، واستباحة المدينة التي عمل فيه جيش يزيد الجرائم والمخازي العظيمة التي يندى لها جبين التاريخ، فهل كل ذلك عندك لا يكفي للعن يزيد بن معاوية؟!  

 

نحن الشيعة جمدنا عقولنا بالتوقف عند مقتل الحسين.

اتق الله، واجعلونا نفكر بالمستقبل، ونترك الماضي لرب يحاسب عليها، ونتفرغ لعبادة الله، كما كان النبي يعبده، ونصلي الفجر والجمعة.

والجواب: أننا قلنا: «إنك لست من الشيعة»، والشيعة بحمد الله لم يجمدوا عقولهم كما صنع غيرهم، بل أوجب علماء الشيعة على جميع المكلفين أن يأخذوا أصول دينهم بالدليل لا بالتقليد كما هو معروف عنهم، وأما غيرهم فإنهم كلهم مقلدة لا يجرؤون على مخالفة أسلافهم.

ثم من قال لك إن الشيعة جمدوا عقولهم بالتوقف عند مقتل الإمام الحسين عليه السلام؟ هل محبة الإمام الحسين عليه السلام والبكاء عليه كما صنع رسول الله صلى الله عليه وآله تجميد للعقل؟!

ومن منعك من أن تفكر في المستقبل، لتقول: (اجعلونا نفكر بالمستقبل)؟ وهل محبة الإمام الحسين عليه السلام والبكاء عليه يمنعانك من التفكير بالمستقبل؟

وأما ترك الماضي فقد أجبنا عنه فيما تقدم، فلا حاجة للإعادة.

 

الكلام يطول يا مولانا، فأنا درست في الرياض في إحدى الجامعات، وذهبت للدروس التي تقام في المساجد لمدة أسبوع، والله العظيم لم يسبوا ولم يلعنوا، بل يتكلمون كيف نعمل؟ كيف نطهر القلب لكي تطهر الجوارح؟ والله تلذذ العبادة عند أهل السنة أفضل من الشيعة.

والجواب: أن ما تقوله خلاف الواقع، فإن السلفية كفروا بعض المسلمين، وضللوا البعض الآخر منهم، وليس عند السلفية قضية إلا تكفير الشيعة وتبديع باقي المسلمين، فأين التلذذ في العبادة؟!!

وإذا كنت فهمت مذهب السلفية بالحضور في المساجد أسبوعاً في أوقات الصلوات في الرياض فهذا دليل واضح على عدم معرفتك، وعليك بالنظر فيما كتبه ابن تيمية وغيره من السلفيين لتعرف كيف ينظر السلفيون للمسلمين.

ولو سلمنا أن السلفيين لا يلعنون باقي المسلمين ولا يسبونهم، فما الفائدة في ذلك إذا كانوا يكفرونهم ويبدعونهم ويضللونهم، وهذا لا ينكرونه هم ولا يتخفون به.

وإذا كنت لم تشعر باللذة في العبادة الصحيحة المروية عن أئمة أهل البيت عليهم السلام، ولم تشعر بلذة المناجاة والدعاء المروي عنهم عليهم السلام فما أصنع لك؟! وحينئذ يلزمك أن تراجع الخلل الموجود عندك.

  

اتق الله وبين الحقيقة، كلنا في رقابكم أيها المعممون، أنتم أخذتم العلم من إيران، وهم أشد حقداً وكرهاً للنبي وآل بيته.

المرسل

موالي آل البيت الذي يبحث عن الحقيقة.

والجواب: أن علماء الشيعة بيَّنوا الحقيقة كما هي، وأما غيرهم فإنهم اتبعوا أهواءهم، وكرروا ما قاله أسلافهم بتعصب ومن دون تحقيق وتأمل، وأنت تلاحظ أن كل ما نقوله من عقائد الشيعة نستدل عليه من كتب المخالفين.

وأما زعمك أننا أخذنا العلم من إيران فهذا دليل على أنك لا تعرف أن أم الحوزات العلمية الشيعية هي في النجف الأشرف في العراق، وكل مراجع إيران الكبار الآن أخذوا العلم من النجف الأشرف في العراق، أو تتلمذوا على من درس في النجف الأشرف.

مع أن الكتب التي تدرس في الحوزة العلمية كلها عربية، لا فارسية، وهي مشتملة على علوم أهل البيت عليهم السلام الذين هم عرب أقحاح.

وعلوم الحوزة العلمية توطد العلاقة مع أهل البيت عليهم السلام، وتثبت صحة مذهبهم، بخلاف العلوم التي تدرس عند السلفية فإنها همشت أهل البيت عليهم السلام، وفضلت غيرهم عليهم، ولا نجد حب أهل البيت عند السلفية إلا بالادعاء فقط، فإنك لا تجدهم يعتنون بأقوال أئمة أهل البيت، ولا يكترثون بعلمهم، ولا يذكرون مناقبهم، فأي حب مزعوم تدعيه عندكم؟!    

 

الشيخ علي آل محسن