إحياء المجالس الحسينية

 

لقد دأب الأئمة الأطهار عليهم السلام على إقامة المآتم الحسينية وحث شيعتهم على إقامتها كلما جاء شهر محرم الحرام، أو سنحت للإمام عليه السلام فرصة لبعث هذه القضية من جديد في نفوس الشيعة الذين كانوا يختلفون على الإمام عليه السلام، فيغتنم الإمام عليه السلام دخول بعض شعراء الشيعة عليه، ليأمره بإنشاد ما قاله في رثاء الحسين عليه السلام، بعد أن يضرب الإمام عليه السلام ستراً، ويدعو النساء العلويات لحضور هذا المجلس الحسيني المصغر الذي لم يكن يتاح للإمام عليه السلام أن يقيم سواه، حتى يبكي الإمام عليه السلام ويعلو صياح النساء من خلف الستر.

ولا ريب في أن من تعظيم شعائر الله إقامة المجالس الحسينية التي بها يتحقق إحياء أمر أهل البيت عليهم السلام والدعوة لهم، فإن الإمام الصادق عليه السلام سأل الفضيل قائلاً: تجلسون وتتحدثون؟ قال: نعم، جعلت فداك. فقال عليه السلام: تلك المجالس أحبها، فأحيوا أمرنا يا فضيل، فرحم الله من أحيا أمرنا يا فضيل، من ذَكَرنا أو ذُكرنا عنده فخرج من عينه مثل جناح الذباب غفر الله ذنوبه ولو كانت أكثر من زبد البحر. 

ولكي تتحقق الأهداف المرجوة من إقامة المجالس الحسينية ينبغي بذل المزيد من العناية لرعاية تلك المجالس ودعمها ماديا ومعنوياً وبالوسائل المختلفة، كالمساهمة المادية الفاعلة فيها، والمشاركة في تنظيمها، وتهيئة الموارد اللازمة لإنجاحها، وأقل ما يقوم به المؤمن لإحياء هذه المجالس هو المداومة على حضورها، وحث إخوانه المؤمنين على ارتيادها، فإن ذلك إحياء لها بالدرجة الأساس، مع ما في ذلك من تحميس المؤمنين الآخرين على حضورها والاهتمام بها، وتحفيز القائمين عليها لبذل المزيد في جهتها، وتشجيع الخطيب على مزيد العناية بالمادة العلمية التي يلقيها على مسامع الحضور.

نسأل الله تعالى أن يجعلنا ممن يحيون أمرهم، وينشرون دعوتهم، ويكونون دعاة لهم في السر والعلانية، إنه سميع مجيب، وصلى الله على محمد وآله الطيبين الطاهرين.