لقد بدأت الحرب الصليبية المعلنة على الإسلام

 

إن تصريح بابا الفاتيكان بالطعن في نبينا صلى الله وعليه وآله ووصفه بأنه لم يأت إلا بالشر، هو واحد من سلسلة من الحرب الإعلامية المعلنة التي يشنها النصارى في السنوات الأخيرة ضد الإسلام وضد النبي صلى الله عليه وآله بالخصوص، من خلال الكتب والنشرات والصحف والمجلات والخطب وغيرها، وكان آخرها خطاب البابا نفسه، الذي لم يكن له سابقة في العصر الحاضر، إذ لم يسبق أن تجرأ واحد من باباواتهم على شخص النبي الأكرم صلى الله عليه وآله بهذه الصورة المكشوفة.

ومن الملاحظ أن البابا عليه من الله ما يستحق قد تجرأ على مقام نبينا صلى الله عليه وآله بهذا النحو بعد أن هدأت تلك العواصف التي أثارها نشر الرسوم الكاريكاتورية المسيئة إلى مقام نبينا صلى الله عليه وآله، ليعطي الضوء الأخضر إلى كافة النصارى في جميع أنحاء العالم لبدء الهجوم العلني الواضح الصريح والمنظم على مقام نبينا محمد بن عبد الله صلى الله عليه وآله ومحاولة الإساءة إليه بكل الصور الممكنة، واستغلال كل وسائل الأعلام المتاحة لهم، واغتنام المناسبات الدينية وغيرها من أجل الإعلان عن هذه النوايا التي كانت مكتومة في نفوسهم طيلة السنوات الماضية.

وبتصريح البابا بالطعن في نبينا صلى الله عليه وآله قد اتضح لكافة المسلمين أن حرص النصارى في هذه السنين على محاربة الإسلام فكريا وإعلامياً إنما كان بإيعاز من جهات يعتبرها النصارى جهات دينية عليا، وأن كتاب (آيات شيطانية) والرسوم الكاريكاتورية المنشورة في بعض الصحف الدنماركية التي حرصت كثير من الصحف الأوروبية والأمريكية على إعادة نشرها وترويجها ما هي إلا واحدة من سلسلة طويلة ومتشعبة من الحرب الإعلامية ضد الإسلام التي ستسفر عنها الأيام الآتية.

ولعل سرعة انتشار الإسلام في البلاد الأوروبية والأمريكية قد حفز الجهات الدينية والسياسية العليا في تلك البلاد على التصدي للإسلام والعمل على الحد من انتشاره، فإن ترديد وسائل الإعلام الأمريكية أن المسلمين في أمريكا كان لهم دور في ترجيح كفة الرئيس الأمريكي في انتخابات الرئاسة، والإعلان عن أن اسم (محمد) في بريطانيا، قد احتل المرتبة العشرين من بين الأسماء الواسعة الانتشار للمواليد الجدد في بريطانيا في العام الماضي، كل ذلك وغيره يشكل ظاهرة خطيرة في المجتمع الأمريكي والأوروبي الذي تكاثر فيه المسلمون بصورة واضحة حتى صار لهم دور بارز في الحياة السياسية والاجتماعية والاقتصادية.

ومن هنا ينبغي أن يتنبه المسلمون في جميع أنحاء العالم إلى عدة أمور مهمة:

1-   لزوم التصدي للحملات الإعلامية المضادة للإسلام ولشخص النبي صلى الله عليه وآله بشتى الوسائل المختلفة والمتاحة للمسلمين، واستغلال وسائل الإعلام المتعددة، من أجل عرض الصورة الصحيحة الناصعة لنبينا صلى الله عليه وآله للعالم أجمع، وبيان أن حملات النصارى على شخص النبي صلى الله عليه وآله ما هي إلا حملات مغرضة ومأجورة.

2-   ضرورة تنقية كتب الصحاح من الأحاديث المسيئة لشخص نبينا صلى الله عليه وآله، التي استغلها النصارى كمادة مهمة للطعن في الإسلام وفي رسول الله صلى الله عليه وآله بخصوصه، وبيان أنها أحاديث باطلة وموضوعة وإن كانت مدونة في كتب الصحاح، لأن صيانة مقام النبي صلى الله عليه وآله أولى من صيانة أمثال هذه الكتب عن الخطأ.

3-   العمل الجاد على توعية الطوائف الإسلامية المتناحرة فيما بينها، للكف عن جعل التكفير والتضليل والقتل والإقصاء والطبقية وسيلة للتعامل فيما بينها، وتوجيهها إلى العدو المشترك الذي يستهدفها ويستهدف أعظم شخصية يرتكز عليها الدين الإسلامي الحنيف، وذلك بفتح صفحة جديدة في التعامل بين أبناء الطوائف الإسلامية، بعيدة عن النظرات الضيقة لبعض العلماء السابقين التي ربما لا تواكب متطلبات الإنسان المسلم في هذا العصر.