حول إسقاط جنين فاطمة الزهراء عليها السلام

سؤال: كيف نوفق بين أن الرسول صلى الله عليه وآله وسلم بشر فاطمة الزهراء عليها السلام أنها أول أهله لحوقاً به، وبين إسقاط جنينها، فإن ثبت سقوط جنينها عليها السلام فهذا يعني أنه أول أهله لحوقا به!

فما هو جوابكم على ذلك، حفظكم الله ورعاكم وسدد خطاكم؟

 

الجواب: نجيب على هذا الإشكال بعدة إجابات:

 

1-    أني بحثت في كتب اللغة فلم أجد فيها أن لفظ الأهل في لغة العرب يطلق على الأجنة في بطون أمهاتهم، فمن يدعي أنه يطلق حتى على الأجنة من الأقارب فعليه الإثبات ليتم هذا الإشكال، وإلا فهو إشكال لا تساعد عليه لغة العرب.

 

2-    لو سلمنا أن لفظ الأهل يطلق حتى على الأجنة من الأقارب فالمراد هو أن الزهراء عليها السلام هي أول أهله صلى الله عليه وآله الموجودين، لا أول الموجودين والذين سيوجدون بعد ذلك، فلا يشمل كلامه صلى الله عليه وآله جنين الزهراء عليها السلام، فلا يكون هذا الإشكال وارداً.

 

3-    أن النبي صلى الله عليه وآله في أحاديث كثيرة عين المراد بأهله، فقد أخرج مسلم في صحيحه 4/1871 بسنده عن سعد بن أبي وقاص أنه قال في حديث طويل: ولما نزلت: (فَقُلْ تَعَالَوْا نَدْعُ أَبْنَاءَنَا وَأَبْنَاءَكُمْ) (آل عمران: من الآية 61) دعا رسول الله صلى الله عليه وسلم عليا وفاطمة والحسن والحسين، فقال: اللهم هؤلاء أهلي.

 

وأخرج الحاكم في المستدرك 3/146 وصححه ووافقه الذهبي بسنده عن أم سلمة قالت: في بيتي نزلت: (إِنَّمَا يُرِيدُ اللَّهُ لِيُذْهِبَ عَنْكُمُ الرِّجْسَ أَهْلَ الْبَيْتِ وَيُطَهِّرَكُمْ تَطْهِيراً) (الأحزاب: من الآية 33)، قالت: فأرسل رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى علي وفاطمة والحسن والحسين، فقال: اللهم هؤلاء أهل بيتي.

 

فيكون مراده صلى الله عليه وآله بقوله: (أول أهلي أو أهل بيتي لحوقا بي) أول أهل بيتي من هؤلاء المعروفين الذين ورد ذكرهم في الأحاديث السابقة، وهذا لا يشمل غيرهم، والله العالم.