تعريف الشرك

س 1- ما هو تعريف الشرك؟

 

الجواب: الشرك تارة يكون شركا عملياً، وتارة يكون شركا قلبيا.

 

أما الشرك العملي فهو صرف شيء العبادة لغير الله تعالى، كما لو صلى لمخلوق، أو صام له، فإن الصلاة والصيام عبادتان لا ينبغي صرفهما إلا لله سبحانه، ومن فعل ذلك فقد أشرك، سواء اعتقد ألوهية المعبود أم لم يعتقد بها.

 

وأما الشرك القلبي فهو اعتقاد الربوبية والألوهية في إله آخر مع الله تعالى وإن لم يصرف إليه شيئا من العبادة، فإن محض اعتقاد الألوهية لغير الله سبحانه شرك به تعالى.

 

وهذا الشرك لا شك في أنه مخرج من الملة، وهو من الذنوب التي لا يغفرها الله تعالى لأحد من العباد كما قال تعالى في كتابه العزيز: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدِ افْتَرَى إِثْماً عَظِيماً) (النساء:48)، وقال سبحانه: (إِنَّ اللَّهَ لا يَغْفِرُ أَنْ يُشْرَكَ بِهِ وَيَغْفِرُ مَا دُونَ ذَلِكَ لِمَنْ يَشَاءُ وَمَنْ يُشْرِكْ بِاللَّهِ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالاً بَعِيداً) (النساء:116).

 

وللشرك تقسيم آخر وهو أنه تارة يكون شركاً أكبر وتارة يكون شركاً أصغر، والشرك الأكبر هو ما ذكرناه آنفاً، وأما الشرك الأصغر فهو الرياء، إلا أن الشرك الأصغر غير مخرج من الملة، وإن كان محبطا لثواب العمل المراءى فيه.

 

وللشرك تقسيم آخر، وهو أنه تارة يكون شركاً جليا، وتارة يكون شركاً خفياً، أما الشرك الجلي فهو ما ذكرناه من عبادة غير الله تعالى مع عبادة الله، وأما الخفي فله صور متعددة، وردت في أحاديث أئمة أهل البيت عليهم السلام، منها: من ابتدع رأيا، فأحب عليه، أو أبغض عليه فقد أشرك.

 

ومنها: من أطاع الشيطان من حيث يعلم، أو أطاع رجلا في معصية الله فقد أشرك، وإلى هذا الإشارة بقوله تعالى: (وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلَّا وَهُمْ مُشْرِكُونَ) (يوسف:106).

 

ومنها: من قال: (لو أن الله سبحانه صنع غير هذا، أو حكم بغير هذا الحكم) فقد أشرك.

 

وأما ما ذكره السلفيون من أن من أنواع الشرك: التوسل بذات الأولياء والأنبياء، ونداءهم، وطلب الحاجات منهم بعد موتهم، أو النذر لهم، أو ما شاكل ذلك، فكله ليس بشرك، لا أصغر ولا أكبر، ولم يدل دليل على أنه شرك، وجعل هذه الأمور أنواعا من العبادة غير صحيح، وهذا كله قد حققناه في كتابنا (دراسات في الفكر السلفي). والله العالم.