الإمام الحسن العسكري عليه السلام

(232 - 260هـ)

نسبه وألقابه:  

هو الإمام الحسن بن علي بن محمد بن علي بن موسى بن جعفر بن محمد بن علي بن الحسين بن علي بن أبي طالب ، كنيته أبو محمد، وأشهر ألقابه: العسكري، ولقب بالعسكري نسبة إلى قرية يقال لها عسكر، قرب سامراء.

وأمه أم ولد يقال لها: حديث، وكانت امرأة جليلة فاضلة تقية طاهرة.

 

ولادته وصفاته:

ولد في المدينة المنورة في يوم الجمعة الثامن من شهر ربيع الثاني سنة اثنتين وثلاثين ومائتين من الهجرة. وكان أفضل أهل البيت في عصره علماً، وزهداً، وتقوى، وورعاً، وصلاحاً،

وروي أنه كان أسمر اللون، حسن القامة، جميل الوجه، جيد البدن، له جلالة وهيبة. (الكافي 1/503).

 

خلفاء عصره:

عاصره من ملوك بني العباس: المعتز، ثم المهتدي حوالي سنة واحدة، ثم ملك أحمد المعتمد على الله ابن جعفر المتوكل عشرين سنة وأحد عشر شهراً، وقد قبض الله تعالى الإمام العسكري بعد خمس سنين من ملك المعتمد.

ويظهر من بعض الأخبار أنه سُجن مراراً، فقد سجن مرة عند صالح بن وصيف، ومرة أخرى عند علي بن أوتاش، ومرة ثالثة عند نحرير الخادم. وكانت مدة إمامته ست سنين.

 

وفاته ومدفنه:

توفي في يوم الجمعة في الثامن من شهر ربيع الأول سنة ستين ومائتين، في سامراء، وله ثمان وعشرون سنة، ودُفن في داره، وهو البيت الذي دُفن فيه أبوه الإمام الهادي ، وهو الآن مقام مشهور ومزار عامر يرتاده الزوار في أنحاء العام.

 

أولاده:

لم يخلف من الأولاد إلا ولداً واحداً، هو الإمام المنتظر محمد بن الحسن العسكري ، وهو المعدُّ لإزالة دولة الظلم، وإحياء كلمة الحق والعدل، وقد أنكر كثير من العامة أن يكون له ولد؛ لأنه أخفى مولد ابنه إلا عن خاصة خاصته خوفاً عليه من سلاطين عصره.

 

بعض ما قيل في الثناء عليه:

قال يوسف النبهاني: الحسن العسكري أحد أئمة ساداتنا آل البيت العظام، وساداتهم الكرام، رضي الله عنهم أجمعين.

وقال: وقد رأيت له كرامة بنفسي، هي أنه في سنة 1296هجرية، سافرت إلى بغداد من بلدة كوي سنجق إحدى قواعد بلاد الأكراد، وكنت قاضياً فيها، ففارقتها قبل أن أكمل المدّة المعيّنة؛ لشدة ما وقع فيها من الغلاء والقحط الذي عمَّ بلاد العراق في تلك السنة، فسافرت في الكلك، وهو ظروف يشدّون بعضها إلى بعض، ويربطون فوقها الأخشاب، ويجلسون عليها، ويسافرون، فلما وصل الكلك قبالة مدينة سامراء، وكانت مقرًّا لخلفاء العباسيين، أحببنا أن نزور الإمام الحسن العسكري المذكور، وهو مدفون فيها، فوقف الكلك هناك، وخرجنا لزيارته ، فحينما دخلتُ على قبره الشريف حصلت لي حالة روحانية لم يحصل لي مثلها قط، إلا حينما زرت نبي الله يونس في الموصل، فقد حصلت لي تلك الحالة أيضاً، وهذه كرامة له . (جامع كرامات الأولياء 2/18).

وقال سبط ابن الجوزي: كان عالماً ثقة، روى الحديث عن أبيه عن جدّه، ومن جملة مسانيده حديث في الخمر عزيز، ذكره جدّي أبو الفرج [ابن الجوزي] في كتابه المسمَّى بـ (تحريم الخمر) ونقلته من خطّه وسمعته يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبا عبد الله الحسين بن علي يقول:... أشهد بالله لقد سمعت الحسن بن علي العسكري يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي، عليَّ بن محمد يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي، محمد بن علي بن موسى الرضا يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي، عليَّ بن موسى يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي، موسى يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي، جعفَر بن محمد يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي، محمدَ بن علي يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي، عليَّ بن الحسين يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي، الحسين بن علي يقول: أشهد بالله لقد سمعت أبي، عليَّ بن أبي طالب يقول: أشهد بالله لقد سمعت محمداً رسول الله صلى الله عليه وآله يقول: أشهد بالله لقد سمعت جبرئيل يقول: أشهد بالله لقد سمعت ميكائيل يقول: أشهد بالله لقد سمعت إسرافيل يقول: أشهد بالله على اللوح المحفوظ أنه قال: سمعت الله يقول: شارب الخمر كعابد الوثَن. (تذكرة الخواص: 324).

قال: ولمّا روى جدِّي هذا الحديث في كتاب تحريم الخمر قال: قال أبو نعيم الفضل بن دكين: هذا حديث صحيح ثابت، روته العترة الطيِّبة الطاهرة. (المصدر السابق).

وأخرجه أبو نعيم الأصفهاني في حليته بتغيّر طفيف، وقال: هذا حديث صحيح ثابت، روته العترة الطيِّبة. (حلية الأولياء 3/204).

وقال شمس الدين بن طولون: هذا حديث جليل القدر من رواية هذه السادة الأخيار، الأئمة الأطهار . (الأئمة الاثنا عشر: 120).

ومما قيل فيه أيضاً ما قاله الشبلنجي، حيث قال: ومناقبه كثيرة... ثم ساق له بعض الكرامات. (نور الأبصار: 294).