آية الله السيد محمد حسن ترحيني في ذمة الله
تلقيت ببالغ الحزن والأسى نبأ وفاة العالم الكامل الفاضل صاحب الأخلاق العالية، آية الله السيد محمد حسن ترحيني العاملي قدس سره، الذي التحق بجوار ربه في ليلة الثلاثاء الأول من شهر شوال 1443هـ.
لقد كانت معرفتي بسماحته منذ أكثر من أربعين سنة، لما كنت أدرس في قم المقدسة، وقد حضرت عنده أجزاء من كتاب شرح اللمعة الدمشقية، وكتاب الأصول للشيخ المظفر، فعرفته أستاذًا وصديقًا ومربّيًا، مع ما يمتاز به من أخلاق عالية وتواضع جم، وكانت علاقتي به أكثر من علاقة تلميذ بأستاذه، وإنما كانت علاقة أخ بأخيه، وقد ذهبت مرارًا عديدة إلى لبنان لأجل زيارته، لا شغل لي غيرها، وكان قدس سره لعلو أخلاقه وتواضعه يستقبلني على الحدود اللبنانية، ويصر على أن أنزل ضيفًا عنده.
ترك سيدنا الأستاذ آثارًا علمية جليلة، أشهرها كتاب (الزبدة الفقهية) في شرح الروضة البهية، وهو كتاب نافع جدًا، استفاد منه طلاب الحوزة العلمية، وأظن أنه كتاب سيخلد ذكره.
إن فقده فاجعة كبيرة لجميع أحبابه، وخسارة فادحة للحوزة العلمية، التي كان واحدًا من أساتذتها المعروفين، وبهذه المناسبة أتقدم بخالص العزاء إلى مراجعنا العظام، وإلى العلماء الكرام في جبل عامل بلبنان، ولأسرة سيدنا الأستاذ الفقيد وتلاميذه ومحبّيه، ولطلاب الحوزات العلمية، وأسأل الله أن يلهمهم الصبر والسلوان، وأن يتغمده بواسع رحمته، ويسكنه فسيح جنته، ويحشره في أعلى عليين، مع محمد وآله الطاهرين.
2 شوال 1443هـ علي آل محسن