الشيخ محمد رضا آل ياسين
مرات العرض: «3725» حفظ الصورة تكبير الصورة
آية الله العظمى الفقيه الكبير الشيخ محمد رضا آل ياسين قدس سره
(1370-1297)

ولادته ونشأته:

ولد الشيخ محمد رضا آل ياسين في السابع من شهر ربيع الأول سنة 1297هـ في مدينة الكاظمية، وسط إحدى العوائل العلمية، فجد أبيه آية الله العظمى الشيخ محمد حسن (ت 1308) من أعاظم فقهاء عصره، وأبوه آية الله الشيخ عبد الحسين (ت 1351هـ) كان من أهل العلم والورع والتقوى.

دراسته:

بدأ الشيخ محمد رضا بدراسة العلوم الدينية في سن مبكرة في الكاظمية فحضر على الشيخ عبد الحسين البغدادي وأبيه الشيخ عبد الحسين آل ياسين، وكذلك حضر عند آية الله السيد علي السيستاني الخراساني (وهو جد السيد السيستاني دام ظله) وعند خاله آية الله السيد حسن الصدر وخاله الآخر آية الله السيد اسماعيل الصدر وعند ذهابه إلى النجف الأشرف حضر عند سيد العروة آية الله العظمى السيد محمد كاظم اليزدي طاب ثراه ، ونبغ نبوغاً باهراً وعُرف بين أقرانه بعلو المنزلة والتضلع في العلوم.

مرجعيته:

اتسعت شهرته في الآفاق فرجع إليه جماعة بالتقليد خصوصاً بعد وفاة مرجع الطائفة الأعلى آية الله العظمى السيد أبو الحسن الأصفهاني قدس سره، وكان المترجم له معروفاً بالزهد والبعد عن الدنيا ومظاهرها ولم يكن يهتم بالرئاسة، وفي هذا الصدد يقول العلامة الشيخ آغا بزرك الطهراني قدس سره :

(ولما توفي الحجة السيد أبو الحسن الأصفهاني برز اسم المترجم له بين المرشحين للزعامة العامة واتفقت آراء الأكثرية على تقديمه وتفضيله.... وكان جديراً بذلك ولأكثر منه؛ حيث كانت له براعة في الفقه لا توجد عند أكثر معاصريه، وكان أكثر الناس ترسلاً وأبعدهم عن الزخارف...) إلى آخر كلامه زيد في علو مقامه.

وكان سيد الطائفة آية الله العظمى السيد أبو القاسم الخوئي رحمه الله يرى أعلمية الشيخ آل ياسين قدس سره ويُقدّمه على معاصريه في تلك الحقبة، كما نقل ذلك أحد أعاظم المراجع المعاصرين أدام الله أيامه.

من تلامذته:

اشتغل بالتدريس مدة طويلة درس على يديه خلالها كثير من الفقهاء والعلماء، منهم:
آية الله السيد محمد الروحاني، آية الله الميرزا كاظم التبريزي، آية الله السيد محمد باقر الشخص، آية الله الشيخ محمد طاهر آل راضي، آية الله الشهيد السيد محمد باقر الصدر، آية الله الشهيد الشيخ محمد تقي الجواهري، آية الله الشيخ عباس الرميثي، آية الله السيد اسماعيل الصدر، آية الله السيد محمد تقي بحر العلوم، آية الله الشيخ محمد إبراهيم الكرباسي.

حكاية فيها عبرة:

ذهب أحد كبار التجار إلى الشيخ محمد رضا آل ياسين بعد مجلس درسه الذي يقيمه في داره، فقال للشيخ: شيخنا أنا أريد أن أقلّدك.
فقال الشيخ: عجيب! رجل بمنتهى الوثاقة عند العلماء غير مقلّد حتى الآن!!
قال التاجر: لا يا شيخنا، أنا مقلّد للسيد الحكيم وأريد العدول من تقليده إلى تقليدك.
فلما سمع الشيخ ذلك احمّر وجهه ونزع عمامته من على رأسه وضرب بيده عليه وقال: الله أكبر! السيد مجتهد مطلق عادل وأنت تريد العدول عنه!
ثم أشاد بالسيد الحكيم وأوجب على التاجر البقاء على تقليده.

قالوا فيه:

يقول آية الله السيد عبد الحسين شرف الدين قدس سره في بغية الراغبين عند تحدثه عن زيارته للنجف الأشرف سنة 1355 وتعداده لأقطاب الحوزة في تلك الفترة:
(ومن هؤلاء الأقطاب فقيه الإمامية في هذا العصر الإمام الهمام الشيخ محمد رضا آل ياسين، فأكرم به راعي رعية، وإمام حق وجبت لله به الحجة، وتمت به النعمة، له حوزة من أعلام علماء يطبعهم على فقاهته الصافية، وذوقه الممتاز، ودقته وعدالته، فيصدرون عنه فضلاء بعلم سهل ممتنع - كما يقول الأدباء - أما السهولة فمن الأسلوب، وأما الامتناع فمن التبحّر والعمق).

وقال آية الله الشيخ محمد علي الأردوبادي قدس سره:
(فلا أدري أن الذي علق به حبي هل هو عنصر القداسة؟ أم هو الفضل والكمال؟ وأن من نيطت به واشجة قلبي هل هو من شخصيات عالم الملك أو الملكوت؟ فإن يكن الأول – وإن تأباه له ما اكتنفته من الفضائل والفواضل – فهو حقيقة غامضة فوق متناول القدرة البشرية، ومن حاول تحديده فقد ركب صعباً وحاول عسيراً، وإن يكن الثاني كما تعطيه ملكاته الفاضلة وطباعه المحمودة وغرائزه الكريمة فليس في وسع الباحث وهو من عالم الشهود إدراكه وهو من عالم الغيب).

وقال آية الله العظمى السيد موسى الشبيري الزنجاني دام ظله:
(يمتاز الشيخ محمد رضا آل ياسين بأمرين: التقوى والقداسة، والفقاهة وكان بنظر طبقةٍ من العلماء مقدّماً على مرجع عصره آية الله العظمى السيد محسن الحكيم قدس سره)

وقال عنه العلامة الشيخ جعفر محبوبة:
(يمتاز بصفاء النية ونقاوة الضمير وخلوص العمل، تعلوه هيبة ووقار، كان في مجلس درسه يضيء كالمصباح، له صباحة وجه، وشيبة بهية، يجلله الوقار والعظمة).

وقال عنه الأميني في معجمه:
(من أعاظم العلماء ومراجع التقليد وشيوخ الفقه والأصول والأدب الجم، يضم إلى غزارة علمه الكمال ومكارم الأخلاق والنزاهة والشرف وسلامة الذات وطهارة القلب).

شعره:

كان رحمه الله شاعراً مقلاً، ونحب أن أضع له هذين البيتين في مولانا السيد محمد بن الإمام الهادي عليهما السلام والمعروف بـ(سبع الدجيل)
يـا أبـا جعفر إلـيك لجأنا --- ولمغـناك دون غـيرك جـئنا
فعسى ينجلي لنا أي قدس--- فنرى بالعيان ما قد سمعنا

مؤلفاته:

بلغة الراغبين في فقه آل ياسين ، تعليقة على وسيلة النجاة، حاشية العروة الوثقى وهي من الحواشي المهمة وقد كانت إحدى خمس حواشٍ يراجعها السيد الخوئي قدس سره عند تحشيته على العروة الوثقى، كما نُقل عن المرجع الأعلى السيد السيستاني دامت بركاته اعتناؤه وإشادته بها، ديوان شعر، سبيل الرشاد في شرح نجاة العباد، شرح التبصرة، مناسك الحج، شرح مشكلات العروة الوثقى، منظومة شعرية في شرح منظومة السيد بحر العلوم.

وفاته:

أصيب الشيخ في أواخر عمره الشريف بمرض لازمه مدةً من الزمن إلى أن انتقل إلى رحمة الله تعالى عصر السبت الموافق 28 رجب سنة 1370هـ بعد حياة حافلة بالجهاد ونشر المعرفة، وشُيّع تشيعاً مهيباً من الكوفة-حيث سجي جثمانه في مسجدها-إلى النجف الأشرف، ثم أمّ الناس أخوه الشيخ مرتضى آل ياسين وائتم به مرجع الطائفة السيد محسن الحكيم، ثم وري الثرى.

وقد أرّخ وفاته الشيخ محمد علي اليعقوبي النجفي:
رزية الـدين حلت في أبي حسن --- فـأبنته رجـال العلم والدين
أم الكتاب وياسين بكت جزعاً --- أرخ ليوم الرضا من آل ياسين

ــــــــــــــــــــ
لاحظ ترجمته في كتاب أساطين المرجعية العليا للشيخ الدكتور محمد حسين الصغير.
السيد عبد الكريم علي خان المدني
الشيخ حسين الحلي